mardi 18 mars 2014

ككل مرة

ككل مرة
تغادر
دون وعد
و لا قبلة
لا كأس من نبيذ يسكن وحشتي
دون أن أبلغها عشقي
سهاد فؤادي
 لوعتي من مراوغاتها
من بهته تصيبني
عند لقاها

ككل مرة
تغادر
تتركني كالأهبل
 أدور حولي نفسي
أسأل ملابسي
جدران بيتي
صورها
أسأل المارة
سائق الباص
و نادل المقهى
الكل يبتسم و يتركني
أهبل

ككل مرة
تغادر
و أنا بشدة الشوق إليها
لم أشعر بقدومها
 بالوقت الذي قضته عندي
لم أبلغها حبي
 لم أحدق بعينيها
لم أقل لها كم هي جميلة

ككل مرة
تغادر
 دون أن أدرك كتفها
 تلك الفراشة التي تعلوه وشما
 لم أدرك ضم صدرها
حنان لمساتها
لم أرسم على أوتارها
أنغام عشقي
رقصات أناملي

ككل مرة
تغادر
دون أن أفكك رموزها
حروفها التي تتحدى السحر
 دون أن أتلاعب بأزرارها
 بشعرها الغجري
 دون أن أهمس بجيدها
 فتنتها

ككل مرة
تغادر
لأقع بجنون خطاها
لأغرق ببحرها و أمواجه العاتية
لألقى جثة هامدة
بشاطئها
دون لفته
و لا كلمة أتشبث فيها
 لأنهض

ككل مرة
تغادر
و أنا لازلت أحلم
بتقبيل شفاهها
برقة أناملها على صدري
بيمناها تلف أرجائي
و يسراها تغامر بأدغالي
بلسان يحاكي بساطة أفكاري

ككل مرة
تغادر
كالسفينة
لم تجد مرفأ
تفضل تلف بالبحر
لا تشرب منه و لا تسكر
كالشجر
عروقها بأرض جافة
كالحجارة
و السهل يمر حذوها
لا تسقى منه
و لا تطوله عروقها
دون أن تحطم الصخر
من حولها
لو تقدر

  #ناجي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire