vendredi 31 mai 2013

خيبة ذاكرتي... أم خيبتي

تَذَكَّرْتُ ذَاكِرَتِي ...
فَهُزِمْتُ بِذِكْرَيَاتِي...
أدْخَلَتْنِي جَنَّةً بِوِسْعِ أحْضَانِكِ.....
فَلَمْ أكتف تَسَلُّطًا
و تَلاَعَبَ كِبْرِيَائِي
تَتَطَفُّلاً و تَجَبُّرًا
و اسْتَقَامَ قِوَامِي
وقُلْتُ أنَا الآمِرُ
أنَا النَّاهِي
غَدَوْتُ فِي تَجَاهُلِي
أرْكُضُ بَعٍيدًا كالحِصَانِ الشَّارِدِ
اسْتَمَعْتُ نِدَاءَكِ و لمْ أبَهْ
و لازَمَتْنٍي دُمُوعِكِ و لمْ أكْتَرِثْ
فَقَدْتُكِ
لَمْ أحْفِظْ جَنَّتَكِ...
فَعَاقَبَتْنِي ذَاكِرَتِي...
و تَذَكَّرْتُ.....
تَذَكَّرْتُ أمَانِينَا سَوَى.....
و قُلْتُ لِمَا؟
آمَنْتُ غُرُورِي
و أنْتِ مَنْ دَفَعَ بِي إلى السَمَاءْ
أنْتِ مَلاكٌ
حَامَ بِي فِي الفَضَاء
أنْتِ رَبِيعٌ تَفَتَّحَتْ زُهُورُهُ لإدْرَاكِي
أنْتِ بَدْرٌ رَاوَدَ لَيْلِي و أحْلاَمِي
أنْتِ حُبٌّ اهْتَدَى لِحَمْلِهِ فُؤَادِي
أنْتِ سِحْرٌ شَغَلَنِي و فَتَنَ كِيَانِي
أنْتِ مِرْآةٌ أرِى فِيهَا دُرُوبَ حَيَاتِي
فَأتَذَكَّرْ
حَمَاقَتِي
غَثَيَانِي
لِمَا أسْكَرَنِي هَوَاكِ فَهَوَيْةُ
و ثَمِلْتُ لِكَأْسٍ أرَدْتِ بِهِ انْتِعَاشِي
كمْ تَمَنَّيْتث....
لنْ أقْبَلَ مَا سَطَّرَتْهُ الأقْدَارُ....
سَأتَحَدَّى.....
سَأثُورُ ثَوْرَةَ الأحْرَارِ...
بَعْدَ انْهِزَامِي
عَسَانِي أمُوتُ شَهِيدًا
أو تَأْخُذُ ذَاكِرَتِي ذِكْرَيَاتِي
فَأفْنَى تَحْتَ وَقْعِ الأقْدَاحِ

jeudi 30 mai 2013

كَفَانِي آهٍ

قَاصِدْ أشْتَكِي جُرُوحٍ بِقَلْبِي
تُرَاهَا سِنِينٍ تَسْكُبْ دَمِي
و عُيُونِي مِنِ الدَّمَعْ كَلِّتْ
أقْدَامِي مَلِّتْ الطَّرِيقْ
و جِسْمِي وَقَعْ مِنِ الوَجَعْ
و يَدِّي لِغِيرْ الله مَا تِمَدِّتْ
و ما عَرْفِتْ فِي يُوم تِسْتَعْطِفْ أحَدْ
لِسَانِي مَا نِطَقْ فِي يُومْ بِالعِيب
و سَمْعِي مَا تِصَنَّتْ لِغِيرْ هَوَاهْ
تُرَانِي بِنَارْ العِشْق تِكْوِيتْ
و لَهِيبْ سَكَنْ صَدْرِي و شَاخْ
و ضَخَّتْ شَرَايِينِي مَاء الحَيَاة
عَسَاهَا تِطْفِي حَرِيقْ نَشَبْ فِي بَطْنِي
و أتَى عَلى كل عِشْق بِيهْ افْتِتَنْ
و هَامَ فِي شَغَفْ أضْنَاه صَبَابَة
تُرَى قَلْبِي مِن الوَهْم مَا فَاقْ
و لا تَابْ مِنِ الغَرَامْ و جِرَاحَه
يا قَاصِدْ الطَّبِيبْ خَبِّرُ عَنْ حَالِي
عسَى تِلاقِيلِي دَوَاءٍ لأحْلاَمِي
لأنِّي عَشِقْتُ القَمَرْ
و صِرْتُ بِهَوَاهَا أحَدِّثُ حَالِي
لَمْ أَرَى بِاليَومِ نُورًا غَيْرَهَا
و لا يَشْدُو لَيْلِي لِغَيْرِ مُحَيَّاهَا
كانَتْ فِي البُعْدِ مُتَعَالِيَةٍ
فِي كِبْرِيَاءِ سَلاطِينِ الزَّمَانِ
ذَاتُ أدَبٍ و عِزَّةٍ و اقْتِنَاعٍ
أحْبَبْتُهَا
و رَضِيتُ بِضُرٍّ مَكِينُ الشَّقَاءِ
رَضِيتُ بِلَوْعَةٍ تَقَمُّصِ رِدَاءٍ
عَفِيفِ الإزَارِ
فَتَنَاثَرَتْ أهْوَائِي إثَارَةً و انْقِيَادٍ
و تَضَمَّرَ صَدْرِي فَقْرَ اتِّسَاعٍ
لَيْتَهُ يَحْتَوِي مَحْصُولَ قَلْبِي
فقَدْ هَلَّ وَقْتُ القِطَافِ
فَتَجَاوَزَتْ الأنْفُسُ حَمْلَ الآهَاتِ
و تَنَهَّدْتُ
لَفَضَتْ حُنْجُرَتِي أرَقَّ العِبَارَاتِ
أحِبُّكِ
إنْ كُنْتِ حِذْوِي هَا هُنَا
أَمْ سَمَيْتِ فِي تَرَفُّعٍ العُلاَ
أُحِبُّكِ
و إِنْ لَنْ أطُولَ السَّمَاءْ

فَكَفَانِي آهٍ

samedi 25 mai 2013

وحيدة


وحيدة
كم تمنيت وجودك جنبي
في هذه اللحظة
في هذا الموقع
لم أكن بحاجة لغيرك
لغير وجودك
الصور لا تزال تتواتر بذهني
تتناسق مع المكان
مع الزمان
لطالما كنت هنا جنبي
لطالما رددنا معا أهازيج الثورة
على صرح نفس الأماكن
على سور المدينة
و شوارعها الشهيرة
لطالما اختنقنا و سالت دموعنا
بقنابل مخترقة
مرتزقة
و دخانها الكثيف
لم أخذلك يوما
و لم أتراجع رغم خوفي المميت
هربت أنت و مسكني البوليس
حوكمت و سجنت
بسرعة حكم غريب
منعني حق الوجود
حق الدفاع

و تعاهدنا
و عدتني الانتظار
في نفس المكان
حتى و إن طالت السنين
سجنت أنا، و واصلت طريقك بغير اتجاهي
سجنت أنا، و حققت نجاحك دوني
سجنت أنا، و تزوجت غيري
أين أنا؟

و انتهت الثورة
و انتهت مدة حبسي
فعدوت نحوك
نحو نفس المكان
و وقفت لساعات
وحيدة
لم تكن هناك
لما لم تنتظر قدومي
لما لم تصن وعدك
لم أكن أتمنى غير حضورك
حتى و إن رحلت بعده
كنت سأحترم صدقك
لم أخونك
فكيف هان عليك عهدك
وحيدة أبقى
أكتفي بصور و هتافات
و ذكريات
بفرح و دموع
و كثير من الكبرياء

vendredi 24 mai 2013

متيمة الهوى


يَا مَالِكًا دُرُوبَ الهَوَى مِنْ أيْنَ لِي المُضِيِّ
بَعْدَ أنْ أغْلَقْتَ بَابِي و صَدَّيْتَ بِوَجْهِي السُّبُلَ
لِمَا يَطِيبُ لَكَ عَذَابِي و أنْتَ المُنَى و السُّؤْدَدُ
و قَدْ فَنَيْتُ عُمْرَ أدَبِي في خَلْقِ كَلِمَاتٍ تُعَبِّرُ
عنْ حُبٍّ قَلَّ وَصْفُهُ بِالأشْعَارِ و تَخَارِيفِ السَّمَرِ
تَجَرَّأْتُ مَدْحَ ثَنَائِكَ بِرِثَائِكَ غَيْرَ مُبَالِيَةٍ
و فَشَيْتُ أسْرَارًا تَزِيدُ لَوْعَتِي و افْتِرَاؤُكَ
خُنْتُ شَجَاعَتِي و كِبْرِيَائِي أمَامَ طُغْيَانَ سِحْرِكَ
و رَضِيتَ جَلْدَ جِسْمٍ أهْدَيْتُكَ فامْتَصَصْتَ دَمَهُ
تُرَانِي كَالزَّهْرَةِ كَلَّ سَاقِيهَا فَأَفِلَتْ و رَكَعَتْ
عَلَّ الأَرْضَ تَهْوَى مُحَيَّاهَا و تُنْجِزَ مَا بَقِيَ
أعَيْبٌ بِاسْمِ الحُبِّ سَلَّمْتُكَ رُوحِي كَرَمًا
أمْ عَيْبٌ أنْ تَخُونَ الأمَانَةَ و تُشْرِكَ بِخَالِقِكْ
أنَا بِالحُبِّ قَلْبِي مُذْ خُلِقْتُ نَبِضَ
غَيْرَ آبِهَةٍ بِمَا تُخَلِّفُهُ مَشَاعِرِي
عَشِقْتُ كُلَّ لَحْظَةٍ بِحُضْنِكَ قَضَّيْتُهَا
فَأنْتَ خَيْرُ الجَلِيسِ و أَرَقُّ عَاشِقٍ
زَعِمْتَ أنَّ جَسَدِي بِالأُنُوثَةِ غَاوِيًا
و أنَّ شِفَاهِي كَالرَّطْبِ حِينَ لاَنَ و حَلاَ
و عَيْنَايَ بِالكُحْلِ زَادَ صِدْقُ سِحْرِهَا
و يَدَايَ فِي لِينِهَا أرْهَفُ مِنَ الحَرِيرِ
و أرَقُّ مِنْ وَرَقِ الحَبَقِ و نُعُومَتَهُ
و قَدَمِي تَضْطَرِبُ الأرْضُ لِوَقْعِهَا
و يَحِنُّ مَوْجُ البَحْرِ لِمُدَاعَبَةِ كَعْبِهَا
تَرَى فِتْنَتِي لَهَا فِي فُؤَادِكَ مَقْسَمٌ
و حُبُّكَ لِي رَغْمَ عَذَابِي لَهُ سَلْطَنَة
فَإِنْ كَانَ عَهْدِي أَنْ أَفْنَا بِكَذَا هَوَى
فَأنَا بِهِ مُتَيَّمَة و هَوَايَا فَاقَ حَدَّهُ
و الأَرْضُ و إنْ رَمَتْنِي بِبَطْنِهَا
فَلَنْ أكُونَ إِلاَّ سَعِيدَةٌ بِمَا قُضِيَ

mercredi 22 mai 2013

غريب


كتمت أسراري بصدر مل مرارة الفراق
لما خبأت به من مواجع و آلام
تراشقت لها مشاعري بعبارات
ساعة تطمس مسمعي و تدمع مقلتي
و ساعة تسيل دمي و يتشقق لها فوادي
لطالما بحث فمي في نقض عهد وفائه
و نطق بما يثقل صدري و لم يكتفي
و ما تملق لساني في ترجمته تلعثما
لطالما هددت عيناي كشف مخابئي
و فضح ما واريته لسنينا عن الأعين
لطالما هرعت أقدامي لملاحقتك
رغم تقييدها بسلاسل لمنع عدوها باتجاهك
 من كشف لهفتي في وصالك
لطالما اشتاقت أنفاسي ريحك
و بحثت بين أغراضي ما يحمل عطرك
لطالما تسللت يداي في غفلة و حاولت لمسك
لتفضح إحساسي بوحدتي مذ غادرتني
حتى بيتي و مضجعي سئموا رجوعي دونك
فأبوابها صدت بوجهي و رفضت فتحها
و سريري كان يمنع نومي باهتزازه
المتواصل
زهور حديقتي ذبلت مذ هجرتها
و رفضت من أسفها أن تتفتح
رحلتي
أخذتي رقتي و هدوئي
أخذتي حناني و أحلامي
أخذتي كل شيء
حتى ابتسامتي
لم أخشاك يوما
لم أتصور غدرك
لأني أحببتك بقوة
ببلاغة الأحرف الأبجدية
بمعجزات حرفي "حب"
حميتك من غيرتي
من جنوني و شكوكي
من تذبذب اختياراتك
و كثرة انزوائك
من هروبك
من رفضك المتناهي للحياة
لمشاعرا ظننتها صادقة
نمت بين زهور حديقتنا
بين جدران بيتنا
في نظرات لا حدود لمداها
كانت تحملنا أبعد من أحلامنا
من تصوراتنا
غريب
أن ترحلي حين يستحيل الرحيل
حين يكون البقاء أجمل طريق
غريب
أن تترك صدري بعد احتوائك
يضيق