vendredi 24 mai 2013

متيمة الهوى


يَا مَالِكًا دُرُوبَ الهَوَى مِنْ أيْنَ لِي المُضِيِّ
بَعْدَ أنْ أغْلَقْتَ بَابِي و صَدَّيْتَ بِوَجْهِي السُّبُلَ
لِمَا يَطِيبُ لَكَ عَذَابِي و أنْتَ المُنَى و السُّؤْدَدُ
و قَدْ فَنَيْتُ عُمْرَ أدَبِي في خَلْقِ كَلِمَاتٍ تُعَبِّرُ
عنْ حُبٍّ قَلَّ وَصْفُهُ بِالأشْعَارِ و تَخَارِيفِ السَّمَرِ
تَجَرَّأْتُ مَدْحَ ثَنَائِكَ بِرِثَائِكَ غَيْرَ مُبَالِيَةٍ
و فَشَيْتُ أسْرَارًا تَزِيدُ لَوْعَتِي و افْتِرَاؤُكَ
خُنْتُ شَجَاعَتِي و كِبْرِيَائِي أمَامَ طُغْيَانَ سِحْرِكَ
و رَضِيتَ جَلْدَ جِسْمٍ أهْدَيْتُكَ فامْتَصَصْتَ دَمَهُ
تُرَانِي كَالزَّهْرَةِ كَلَّ سَاقِيهَا فَأَفِلَتْ و رَكَعَتْ
عَلَّ الأَرْضَ تَهْوَى مُحَيَّاهَا و تُنْجِزَ مَا بَقِيَ
أعَيْبٌ بِاسْمِ الحُبِّ سَلَّمْتُكَ رُوحِي كَرَمًا
أمْ عَيْبٌ أنْ تَخُونَ الأمَانَةَ و تُشْرِكَ بِخَالِقِكْ
أنَا بِالحُبِّ قَلْبِي مُذْ خُلِقْتُ نَبِضَ
غَيْرَ آبِهَةٍ بِمَا تُخَلِّفُهُ مَشَاعِرِي
عَشِقْتُ كُلَّ لَحْظَةٍ بِحُضْنِكَ قَضَّيْتُهَا
فَأنْتَ خَيْرُ الجَلِيسِ و أَرَقُّ عَاشِقٍ
زَعِمْتَ أنَّ جَسَدِي بِالأُنُوثَةِ غَاوِيًا
و أنَّ شِفَاهِي كَالرَّطْبِ حِينَ لاَنَ و حَلاَ
و عَيْنَايَ بِالكُحْلِ زَادَ صِدْقُ سِحْرِهَا
و يَدَايَ فِي لِينِهَا أرْهَفُ مِنَ الحَرِيرِ
و أرَقُّ مِنْ وَرَقِ الحَبَقِ و نُعُومَتَهُ
و قَدَمِي تَضْطَرِبُ الأرْضُ لِوَقْعِهَا
و يَحِنُّ مَوْجُ البَحْرِ لِمُدَاعَبَةِ كَعْبِهَا
تَرَى فِتْنَتِي لَهَا فِي فُؤَادِكَ مَقْسَمٌ
و حُبُّكَ لِي رَغْمَ عَذَابِي لَهُ سَلْطَنَة
فَإِنْ كَانَ عَهْدِي أَنْ أَفْنَا بِكَذَا هَوَى
فَأنَا بِهِ مُتَيَّمَة و هَوَايَا فَاقَ حَدَّهُ
و الأَرْضُ و إنْ رَمَتْنِي بِبَطْنِهَا
فَلَنْ أكُونَ إِلاَّ سَعِيدَةٌ بِمَا قُضِيَ

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire