mercredi 22 mai 2013

غريب


كتمت أسراري بصدر مل مرارة الفراق
لما خبأت به من مواجع و آلام
تراشقت لها مشاعري بعبارات
ساعة تطمس مسمعي و تدمع مقلتي
و ساعة تسيل دمي و يتشقق لها فوادي
لطالما بحث فمي في نقض عهد وفائه
و نطق بما يثقل صدري و لم يكتفي
و ما تملق لساني في ترجمته تلعثما
لطالما هددت عيناي كشف مخابئي
و فضح ما واريته لسنينا عن الأعين
لطالما هرعت أقدامي لملاحقتك
رغم تقييدها بسلاسل لمنع عدوها باتجاهك
 من كشف لهفتي في وصالك
لطالما اشتاقت أنفاسي ريحك
و بحثت بين أغراضي ما يحمل عطرك
لطالما تسللت يداي في غفلة و حاولت لمسك
لتفضح إحساسي بوحدتي مذ غادرتني
حتى بيتي و مضجعي سئموا رجوعي دونك
فأبوابها صدت بوجهي و رفضت فتحها
و سريري كان يمنع نومي باهتزازه
المتواصل
زهور حديقتي ذبلت مذ هجرتها
و رفضت من أسفها أن تتفتح
رحلتي
أخذتي رقتي و هدوئي
أخذتي حناني و أحلامي
أخذتي كل شيء
حتى ابتسامتي
لم أخشاك يوما
لم أتصور غدرك
لأني أحببتك بقوة
ببلاغة الأحرف الأبجدية
بمعجزات حرفي "حب"
حميتك من غيرتي
من جنوني و شكوكي
من تذبذب اختياراتك
و كثرة انزوائك
من هروبك
من رفضك المتناهي للحياة
لمشاعرا ظننتها صادقة
نمت بين زهور حديقتنا
بين جدران بيتنا
في نظرات لا حدود لمداها
كانت تحملنا أبعد من أحلامنا
من تصوراتنا
غريب
أن ترحلي حين يستحيل الرحيل
حين يكون البقاء أجمل طريق
غريب
أن تترك صدري بعد احتوائك
يضيق

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire