مجرد حب

لن تكوني يوما لي

يا دنيا حلمت بها

و فضلت سنين أزين فيها

بدون ما أعرفها و لا أخطيها

يا أجمل نغمة سمعتها،

أبكتني، فأطربتني، فسحرتني

و صرت لها ناسكا

يا مزيج من المشاعر

لم تتآكل كما تآكل قلبي،

لم تتأثر كما تأثرت نفسي،

لم تضعف كما ضعف جسمي،

بل تكبرت و انساقت في هواك

إلى الممات.....

لن أستسلم،

سأبتسم و أبكي،

سأرتقي و أدافع بشدة

ببأس الأحبة

سأحبك بإحساسي

حتى و إن فقدت كل حواسي،

سأعشقك كما أنت

سأسعد برؤياك، كما كنتي

سأناديك بصوتي، بصمتي

سأحميك بعطفي

بضعفي

لأنك عرضي

لأنك عرشي

لأنك أنت شرفي

أنت الكمال و الغنى

انت السحر و المنى

أنت نجم،

بل قمر يزدان به الوجدان

أنت ورد فائح الريحان

أنت زهر يتفتح كل صباح

لينعش الإنسان

أنت الغرام في أجمل حلة

أنت صورة من بلدي التي عشقت

أنت بستان

واحة خصباء بصحراء قاحلة

تبعثين الحياة

الأمل

أنت جبل شامخ

علمتني الإحترام

علمتني الثقة

و الفخر و العزة

علمتني أحب دون شرط أو قيد

مجرد حب

أنت قمر فكفاني ثرثرة

ريحانتي

كل يوم أرسم لك صورة شكل

كل يوم أشوفك بعين شكل

كثيرا ما غيرت ملامحك

كثيرا ما تغيرتي بفكري

برسومي

لكنك ستبقين أنت بأي شكل

نبض يداعب قلبي..

لن تتغيري مهما تغيرت اﻷشكال

فأنت كالنسيم

حينا رهيفا

يلامس جسمي بحنان

حينا جافا

يلاعب قلبي بقساوة

و حينا حارا

يشعل ناري

فأهوى بهواك

لن تتغيري حسب رسومي

حسب ألوان إخترتها

فأعجبتك

حسب خطوط خططتها

فابتسمتي حينا

و تأرجحتي حينا

بين قلبي و عشقي

لكنك كنت دوما جميلة بعيني...

رسمت بيديك حنة

بشعرك حتى صار أحمر من الحنة

مثل القمر كنت أشوفك دوما

لكنك كنت روحا ناعمة

بطييك، بمؤانستك

بلطفك و رقتك

فتجاوزتي الصور...

تجاوزتي مخيلتي

فأسرعت بإتلاف رسومي

و مخططاتي

أسرعت نحوك

لأنك الأصل

لأنك البدر

ملهمتي

ريحانتي

طيبك لا يوصف

فتأليفه غير معهود

من عود و ورق و ورود

لا يرسم

فقلمي جاف لا إحساس له

لأنك أنت جميلتي

قلبي لم يته يوما عنك بصوري

برقة رسومي

و حس تفنني

كلام صامت

كَلاَمْ بِصَدْرِي

لا قَادِرْ أخَبِّيهْ

و لا قَادِرْ أمْنَعْ ظُهُورَهْ

بَقَى يِتْخَبَّطْ بِدَاخِلِي

لا مِخَلِّينِي أَتْأَلَّمْ

و لا مِخَلِّينِي بِحُرُوفِهْ أسْتَمْتِعْ

يا رِيتْ تَسْمَعْ صَدَاهْ

يِمْكِنْ تَقْدِرْ تِرَيَّحْنِي

و تَمْنَعْ الدَّمْعَ مِن جُفُونِي

كَلاَمْ بِصَدْرِي

مَعَانِيهْ مِثْلَ النِّبَالْ

ظَلَّتْ مِكَبَّلَةْ بِجِرَابِي

شَكْلَهَا مِثْل الوُرُودْ

بِهَا شُوكْ دَامِي

يَجْرَحْ اليَدْ إِلِّي تِمْتَدْ لَهُ

و يَحْرِمْ مَنْ بِهَوَاهْ فَانِي

كَلاَمْ بِصَدْرِي

يا رِيتْ أَقْدِرْ أوْصِلْ لِلسَامِعِينْ غُنَاهْ

و بَلَّغْ حَنِينْ و آهَاتْ

فَضَلْ سِنِينْ يِدَارِيهَا

يا رِيتْ تِبَانْ زَهْوِةَ و لُونَهْ

يِمْكِنْ تِسْتَلْطِفُه العُيُونْ

و تِقْبَلْ هَرْهَرْتَه و عُذُوبَتَهْ

كَلاَمْ بِصَدْرِي

يا رِيتْ تُنْصِتْ له القُلُوبْ

و تِبَادَلَه مَشَاعِرْهَا

يِمْكِنْ يَكِنُّ و يِذُوبْ

و يِبَلَّغْ لَهَا مُسَائِلْتِهْ

يَرُوقْ بِمَعَانِيهْ سَمْعَهَا

و يِنْشَرَحْ لِسِحْرِهِ صَدْرَهَا

لِتَعْزِفَ مُوسِيقَاهَا بِسُكُونْ

فَتُلاَمِسَ الرُّوحْ

بِحَنَانٍ صَامِتٍ

يُثْلِجُ الصَّدْرَ

و يُغْمِضُ الجَّفْنَ اِنْهِزَامًا

و طَوْعًا

قم بلدي

يا بائعين دم البلد غدر

ألا تتوقفون عن الطعن بالظهر؟

تلطخت ثيابكم و وجوهكم

حتى صارت أقبح من الوحل

تمكنت أظافركم من لحمه

تلاشت قواه فخر طريحا

و تكاثرت الأيدي القذرة

من أول من يطول الكلأ

ضباع أضناها السغب

فانهالت على بلدي الجريح

جائعة النوايا لا تصد

ويحك بلدي لما لا ترد؟

أنت التاريخ و المجد و العهد

أنت الذي تحدى كل الغدد

أنت هازم التخلف و الجهل

أنت مهد العلم و التفوق و الأمل

لما لا تقف؟

لما لا تنتفض؟

لأجلك

لأجلك أبنائك

الذين طالتهم أيد الغدر

لمن آمن برايتك

و رفعها عاليا في الأفق

قم

فمن شيم الكبار

بعد السقوط وقوقفا

فوق أعتى صخر

قم بلدي

لتبقى شامخا للأبد

رغم كيد أشباح صقور

جراد لا يعلم له مأوى و لا خبر

بهجة ليالينا

تَوَحَّشْتِكْ يَا نُورْ العِينْ

و قَلْبِي مَا يَهْوَى غِيرِكْ

تَعَبْنِي غِيَابِكْ يَا لِلَّةْ

وقْتَاشْ تَرْجَعْ و تَعَمَّرْ الدَّارْ

و تَكَفْكِفْ الدَّمْعَة من عِينِي

تَوَحَّشْتِكَ يَا لِلَّةْ البَيَّةْ

و قَلْبِي تَاهْ بِينْ يِدِيكْ

عَاشْ يِتْمَنَّى فِي رَنَّةْ

و إلا نَظْرَةْ مِنْ عِينِيكْ

وَقْتَاشْ تَرْجَعْ يا لِلَّةْ

و تَمْلاَ دَارِي بِالزَغَارِيدْ

تَوَحَّشْتِكَ يَلِّي سِحِرْتِينِي

و بِمَاءْ الوَرْد سَكَّرْتِينِي

مَا عَادْ نَقْدِرْ نشُوفْ غِيرِكْ

خِيْالِكْ سَبَبْ مُحُونِي و جُنُونِي

و عَذَابِي صَارْ بِينْ يِدِيكْ

تَوَحَّشْتِكْ يَا قَمْرِةْ سَمَايَةْ

سِنِينْ تَنَوَّرْ فِي لَيَالِينَا

اليُومْ ظَلاَمِةْ الدُّنْيَا فِي عِينِي

ما عَادْ إِنْدِلْ ثِنِيَّةْ

وَقْتَاشْ تَرْجَعْ يَا زِينَةْ

و تَمْلَى البَهْجَةْ لَيَالِينَا

تونس حبي و بلدي

أيا تونس العزة للكرامة صائنة

شعبك من الوجد اشتد ساعده

و صاح ثائرا في الملء منتفضا

لن يهون دمي على حرية وطني

و علمي سيضل مرفرفا للأبد

بلدي الخضراء من أرض الجنة

و أهلها أسياد و إن عانت من الوجد

لا تهزم لها راية رفعها أشداء

كسوا بدمائهم أرضها صمودا و عزة

تحطمت على ضفافها أكبر السفن

و انهزمت على طلائعها جيوش بواسل

تونس الأنس مهد كبار الأئمة

و منبع علماء جامع الزيتونة

لا ترد لهم في الأمور معرفة

و ابن خلدون لازالت أعماله حكم

في التاريخ و الاجتماع و الفلسفة

مبتكرا بالعبر ديوان المبتدأ و الخبر

و أبو القاسم بجنوب البلاغة ترعرع

و أنشد خير من بالألفاظ تناغم

يرنو إلى النفس بعبارة بالغة الوقع

أروع ما يهز مشاعر القلب رقتها

تونس في مجد العصور سباقة

و خيرها أطعم الشرق و الغرب

حتى سموها لروما مطمورة

و مياهها عذبة للحياة باعثة

و أرضها خصبة بها كنوز و غنائم

تونس بلدي شامخة لا تهزم

و شعبها لن يستسلم لغزاة

ادعوا بشعائر الإسلام معرفة

الهجة

هَجِّيتْ لبَلاَدْ الغُرْبَةْ

حُبًّا فِي بِلاَدِي

و إلا هُرُوبْ مِنْ الغَدْرَةْ

عِشْت عُمْرِي نِتْمَنَّى فِي خِدْمَةْ

شَوَيَّةْ كَرَامَةْ

و بَعْض من الحُرِيَّةْ

قَامِتْ القِيَامَةْ

و ثَارْ الشَّبَابْ و قِلِبْ الدُّنْيَا

صَبَحْ الحَاكِمْ هَارِبْ

و إِلِّي كان مِخَزِّزْ فِي الحَبِسْ

صَبَحْ يِتْقَسْدِرْ

الله يُنْصُرْ مِنْ صَبَحْ

فَرَحْنَا و قُلْنَا هَانَا وُصُلْنَا

حَقَّقْنَا المُرَادْ و طَيَّحْنَا الظَّالِمْ

انْتَخَبْنَا نَاسْ تَخَافْ رَبِّي

حُقُوقِيِّينْ و حَاسِّينْ نَارْ الحُقْرَةْ

بَعْد شَهْرِينْ ظَرْبُونَا بِالكَرْتُوشْ

و وَلِّينَا كِيفْ الفَرَارِجْ يَرْمُونَا بِالرَّشْ

كُلْ مِنْ يِقُولْ قَوْ

و إِلاَّ يِصَوِّرْ تَصْوِيرَةْ

يِتْمَرْمِدْ كَيِنُّوا فَارْ حَبِسْ

أَمَّا إِلِّي يِمَثِّلْ

و يَعْمِلْ فِيهَا بَطَلْ

يِتِمْحَى اِسْمُوا

و يِقُولُوا عَلِيهْ اِرْهَابِي

شُيُوعِي، كَافِرْ و مُشْرِكْ

يِلْزِمْ بِالطُّوبْ يِتِرْدِمْ

هَجِّيتْ بِلاَدِي

وَرِكِبْنَا فِي فُلُوكَةْ

كُلاَّهَا صَدِيدْ

مُوتُورَهَا تِقُولْ تَرَكْتُورْ

و إِلاَّ طَاحُونَةْ مَتَاعْ نَاسْ قِبَلْ

شَقِّتْ بِينَا البَحَرْ

إِلِّي يِدْعِي فِي رَبِّي و إلي يِسِبْ

و إلا سِكِرْ مِنْ غِيرْ سِبَبْ

سِكِتْ المُوتُورْ

دَخِّنْ و قَلْبُوا تِحْرَقْ

بِدَا الصِّيَاحْ و العِيَاطْ

الطَّايِحْ أكْثِرْ من الوَاقِفْ

الشِّيفُورْ قَالْ مَايِنَةْ

عَلِيكُمْ بِمَاءْ البِحَرْ

هَذَا حَالْ شَبَابَنَا

لا خِيرْ لاَ فِينَا لا فِي بِلاَدِنَا