فاتنتي لا تلمني

قلبي من هجرك رفض البقاء

و هجرني، دون رضاي

كأنه لم يتخبط و لا يوم بصدري

ولا تدفق منه دم بشراييني

و لا صادر مشاعري و تملك أمري

فاتنتي لا تلمني

قلبي لك، فلا ترحلي و تتركيني

بلا قلب و لا نبض و لا دم يسري

فصدري إذا خلى كنبت بلا ماء

و جسمي إذا هوى يفقدني عقلي

فاتنتي لا تلمني

إذا مت و صار حزني ترابا

سأنبت زهرا يسيل الندى على بتلاته

كسيلان دمع تورمت من هديله عيناي

و تزف على وقعه العصافير إنشادا

حبا لأرضي...

فأرضي عاشت عاقرا لا تنبت حياة

أيا فاتنة لا تلمني

و لا تبكي لحالي أرض

رفضت حتى أن تدوسها قدماك

و موجك تلاشى قبل أن يصل رمالي

فاتنتي لا تلمني...

إذا سجنت نفسي ببئر عميق الظلام

كبئر عيناك الذي تاهت به عيناي

أو بصحراء مقفرة لا تسكنها إلا الأفاعي

كصحراء قلبك التي يفقد من جاب ثناياها

فاتنتي لا تلمني

فقلبي أبى إلا أن يكون أين كنت

أن لا يدق بصدر غير صدرك

أن لا تتدفق منه الدماء لغير نبضك

فاتنتي

لا تلمني

فكفاني أني بيومي أحببتك