vendredi 31 janvier 2014

ليلة ممطرة


صمت قاتل
لا أسمع سوى قطرات المطر
حين تلطتم بجسمي
فيسري الماء ليطول ثيابي
ثم جسدي النحيف
لن ارتعش
 لن اختبئ
سأظل بانتظارك
كنت ألحظ أضواء السيارات تمر جنبي
 البعض يتوقف فأركض باتجاهه
كنت أظن أنك أنت وصلتي
يبتسم قائلا: هل تريد أن أوصلك
 أحرك رأسي رافضا
فيرحل
لازلت انتظر
و لازالت المطر تنزل
و اتبلل
حاولت ان أسأل هاتفي
لما لا ترن و تعلن
 سقط من يدي
و صار مثلي متبلل
خارج عن الاستعمال
مثلي
حتى ساعتي
نالت منها الأمطار و توقفت دقاتها
 كقلبي
ليلة ظلماء
 انقطع الكهرباء
 الكل هرع لبيته إلا أنا
لم أكن أدري بما يجري
كنت انتظرك
كنت بمنتصف الطريق
 أرقب كل حركة نحوي
 لكني لم أكن أرى شيء حولي
 فكري كان يتحسس صوتك
 أنفي يتشمم ريحك
 أناملي تشعر بلمساتك
دون لمسك
حتى شفاهي
قطرات المطر كانت توحي لها بوجودك
بقرب شفاهك
فتتردد و تتآلف
و بلساني تتماسك
كأنها كانت تشعر بشفاهك
حطت و قبلت
بجنون ممطر
ليتني كنت هناك جنبك
ليتني لم أرحل
و أترك قلبي و روحي عندك
ليتني تمسكت
ارتبطت و بكرسيك الخشبي تكتفت
 ما كنت تبللت
و لا كنت انتظرتك
كأنك المطر
فعلتي بي ما شئت
دون أن أوافق أو أرفض
المهم كنت عندك
مبلل

وردتي

سيدتي
زرعتك بأرض هواي وردة
سقيتك من شغفي
أطيب قطرات دمعي
من حبي
أرق دقات قلبي
من روحي
أجمل لحظاتي
من عيني
حنين رمشي
من سمائي
قطرات الندى
سيدتي
 صرت أشتاق لك
 كما أشتاق لوردي
فأأتيها مداعبا
و البسمة تزين مطلعي
أأتيها راعيا
لكل بتلة تتميز
أقبلها
كما قبلتك
أشم ريحها
كأنه أريج جنتي
سيدتي
بِتَفَتُّحِ وَرْدَتِي
أرى وجهك الناعم
عيونك السود الداعية
على بتلاتها
ألتمس رقة وجنتيك
فخدك ألامس
أناملي ترتعش
خوفا من شراسة شوكها
فأدنو و أبتعد
سيدتي
لك تغنى الديك كل صباح
و أنشد الطير رؤاك
و عانقتك أشواق العشاق
لك أشرقت الشمس
بنورها الوضاح
بعطرك تزينت الدنيا
و لاح البدر لينير السماء
سيدتي
عشقك سكن القلب و أتاه
و رسم بلوحه حرفك و معناه
تماثلت نفسي للشفاء
 فرحيقك كان أجمل دواء
سقاني من الهوى طيفا
صرت له عبدا

طوعا لرضاه

وادي الذكريات

سيدتي
كنت ذات ليلة
بذاك الوادي
انتظرتك لساعات طوال
لم أكن ادري انك لن تأتي
كما وعدتني
أنك ستبتعدين
 لأن زورقي الصغير لم يكن كافي
لنعبر من جديد
سيدتي
رسمت لك الضفة الشرقية
كان بها بيتا
زهور
شجرة زيتون
 بألوان تحبيها
الأرنب و قطتك
كانا بالرسم يتلاعبون
أرجوحتك
لتتأرجحي
لأدفعك بالفضاء

سيدتي
بالوادي زورقي الصغير
تاه بانتظارك
و الرسم بأوراقي تحفظ
و جال ببستانك
 ليستسقي نظراتك
 عله يجد بها ما يوحي له بألوان
 تثير قلبك
فتسرعي إلي
سيدتي
ستسرعي
لتلتحقي برسمي
بالضفة الشرقية
زورقي سيوصلني إليك
إلى ذاك البيت
لذاك الكرسي الخشبي
لتلك الشرفة البهية
حين تشرق شمسك
و تتحرك الأرجوحة
سيدتي
شدا الطير
بشجرة الزيتون
القط يركض خلف الأرنب
و أنت بالأرجوحة
أدفعك بحنان
لتبتسمي
و يتغير عالمي الجميل
من واقع لافتراض مثير
سيدتي
سأطعمك فراولة من فمي
شراب عنب عتيق من كأسي
 من شفاه لا يغنيها إلا رحيق
على شفاهك تمنع
سأحملك من الأرجوحة إلى حضني
إلى مجلسك بذاك الكرسي
سيدتي
كل تلك الرؤى استقيتها من نظراتك
التي جعلتني أرسم تلك الضفة الشرقية
ذاك البيت
كل شيء برسمي تحرك بعينيك
فأحببت عينيك و رسمت برسمي مداها
سيدتي
ما أجمل سوادهم
بريقهم
شفافيتهم
فرسمي صار شفاف
و الوادي فاح به طيبك
فأتته أسماك فائقة الجمال
و تراقصت الفراشات
بواد الذكريات
سيدتي
جعلت منك عالمي
بأوراقي
بالوادي
بذكرياتي
برسومي و زورقي الصغير
الأرنب و القط الشقي
بالسمك و الفراشات
بزهور الضفة الشرقية
و زيتونتي
سيدتي
كنت كل أحلامي
ذكرياتي العالقة بتلك الليلة التلقائية
التي شربنا بها ما لذ من الحب و سقى
و ثملنا حد الرجى
ثم تأرجحنا
حتى كدنا نبلغ السماء


jeudi 30 janvier 2014

مشاكسة "طفل"

سيدتي
خذيني إليك
ضميني
دثريني
فأنا تركت كل شيء و أتيك
دون عطر و لا كؤوس
بلا ثياب أتيتك
بيدي وردة و كلمة
"أحبك"
سيدتي
أتيت كأني مولود جديد
أتغذى من صدرك
أشرب من شفاهك
أتنفس من هواك
أنظر لدنياك
كطفل يتعلم أولى خطاه
سيدتي
كوني شرابي و دوائي
كوني عيني و أعماقي
كوني شمسي و قمري
كوني ما تكوني
فقلب ذاق هواك
و بحضنك تنفس الصعداء
سيدتي
معي ستتعلمين اللعب
كيف آخذ إصبعك لثغري
كيف أبدء عض ثديك
كيف أقهقه و أرقص
كيف أغير خطاي و أسقط
كيف أبكي و أعيط
كلما فقدتك
سيدتي
سأجبرك على ابقائي بحضنك
كي لا اصرخ
سأجبرك على محادثتي و ملاغاتي
كي لا اتعب
سأجبرك على تمشيط شعري بأناملك
لأحس حنانك
ستحبينني حتما
كطفلك
سيدتي
سأجبرك على الابتسام
مهما يحمل قلبك من جراح
على غناء أحلى الألحان
رغم أنك لا ترغبي حتى في الكلام
على الرقص بحضني
رغم تعب جسمك و إرهاقك
سيدتي
هواك من قلبي أخذ
موقعا و صعيد عذب
بدمي اكتسح الشرايين و سكب
دم بحرف سأل
أحب هذا أم غزل
سيدتي
سأنظر إليك كسماء تحمل النور لعيني
بشمسها المتوهج
كليل يحمل السكون لروحي
بقمره الناعم
كبحر يحمل بأمواجه أمري
رسالة بها كلمة
"احبك"
سيدتي
لما ترتجفي
كلما اقتربت من خدك
كلما لمست أناملي أذنك
و مرت بشعرك ترتع
كلما سامرت شفاهي شفاهك
فثغرك
كلما دستي بقدمك قدمي
كأنها أول رقصة
سيدتي
لما كل هذا العسل
شهد لشفاهي وصل
و رحيق من ثغرك شغل
أريج ريحك دنى
و نفسي هوى
يدي لخصرك شدت
وجد و شغف
ظهرك بان
خلف ثوب فتح

و جسمك ترك