mardi 30 avril 2013

ويحكم أهل تونس


ربي خذ بيدي و أنقذني من كفري
بلدي بعد الإسلام دعوه الجهلة فاستسلم
و صار على دين غير الذي ندرك
صارت لنا الشيوخ بالذقن تعرف
لا بالعلم و الفقه و حسن الخلق
صارت لنا أسلحة و نيران
على أبنائنا تطلق
و مجالس يتلفون من كان بالمنبر
من أيمه و مشايخ للعباد ناصحا
صارت لنا دعاة للجهاد الباطل
ضد بلاد المسلمين قاطبة
تركوا فلسطين لليهود مرتعا
و أفغانستان لجيوش الغرب بؤرا
دمروا ليبيا أولا
ثم تنقلوا لسورية الدرة لطمسها
أما مالي فحمتها جيوش باسلة
و ردتهم للصحراء  الغابرة
فتمنوا حضن تونس الغالية
و سلمتهم جرذاننا تأشيرة دائمة
باتوا يجلبون أحسن الأسلحة
و اتخذوا من الجبال الآمنة
مجالا للتدرب على قتل البررة
بعثوا لهم برجال أمننا عزَّلا
ليأخذوهم قنصا سهلا للرماية
وَيْحَكُمْ أهل تونس أين عزتكم؟
و قد كنتم منذ عهد الأبسل
فما العزة إلا لله وحده
لن يقبل صالح أعمالنا غيره
و لن يغفر ذنوبنا و معصيتنا سواه
فلا تلزم غيرك بذكره
و لا تمنع مؤمن من المحاسن
و عامل الناس بالتي هي أحسن
لا بالخرطوش و المدافع
و لا ترمي بشبابنا للتهلكة
فرقابنا لن تكون لضرب السيوف بارزة
و أبناؤنا سيذودون على حرمة بلدنا
و لن يتركوها للجرذان غِيرَانًا

lundi 29 avril 2013

مستاء




قَبِضَتْ مِعْصَمِي
فَألْقَيْتُ سِلاحِي طَوْعًا
و اسْتَسْلَمْتُ لِقَبْضَتِهَا
انْقَطَعَ نَفَسِي و لَغْوِي
و بِتُّ مُلْكَ يَمِينِهَا
امْتَدَّتْ يَدَهَا لِكَأْسِي و سَقَتْنِي
نَبِيذًا قَدْ شَرِبْتُ بَعْضَهُ وَ لَمْ يُسْكِرُنِي
تَغَيَّرَ طَعْمُهُ فَثَمِلْتُ بِجُرْعَةٍ
كأنَّهَا مِنْ شَرَابٍ غَيْرُهُ
انْطَلَقَ لِسَانِي و شَدَوْتُ
كلِمَاتٍ ظَلَّتْ سِنِينًا فِي جَوْفِي مُخَبَّأةً
قلْتُ لُبْنَا فِي الصَّفَاءِ نَادِرَةٌ
و بَيَاضُهَا أَرَقُّ مِنَ القُطْنِ و أجْمَلُ
لَهَا عُيُونٍ بُنِّيَةُ اللَّوْنِ
تُرَاهَا حَالِمَةً هَادِئَةً
لكِنَّ فِي عُمْقِهَا دَهَاءٌ أعْظَمُ
يُصِيبُ بَرِيقُهَا كَالسَّهْمِ
يُرْبِكُ نَبْضًا لِسِنِينًا مُنْتَظِمًا
تَعْلُوهَا حَوَاجِبُ سَاحِرَةٌ
كَأنَّهَا أهِلَّةٌ فِي لَيْلَةِ مَوْلِدٍ
لَهَا شِفَاهٌ مَرْسُومَةٌ بِأحْسَنِ رِيشَةٍ
وَ بَسْمَةٍ تَأْخُذُ العَقْلَ عَنْ مَوْضِعِهِ
سَقَتْنِي ثَانِيَةٍ فَأَفَقْتُ مِنْ لَغْوِي
وَ صِرْتُ أخْرَسًا لا يَفْقَهُ
قَالتْ و أنَا كالمَعْتُوه
لِكُلِّ حَرْفٍ أبْتَهِجُ
و فِي حَدِيثِهَا أَلَمٌ لا يَبْرِحُ
كُنْ صَدِيقًا بِهِ أطْمَعُ
وَ رَفِيقًا أشْكِيهِ مَوَاجِعِي فَيَسَْنِدُنِي
أنَا بِالحُبِّ جَرِيحَةٌ
و جِرَاحِي أبَتْ أنْ تَلْتَئِمَ
أطْرَبَنِي بِكَلامٍ عَذْبٍ
و كَسَبَ الفُؤَادَ بِرِقَّةٍ
فَأسْلَمْتُهُ رُوحِي رَاغِبَةٍ
و أسْكَنْتُهُ مُقْلتِي
وَبِجُفُونِي خَبَّأْتُهُ
فَمَخَرَ جَسَدِي
وَسَمَّمَ دَمِي
و انْصَرَفَ دُونَ اكْتِرَاثٍ
تُرَانِي كالقَصْرِ صَامِدَةٍ
و بِدَاخِلِي حُطَامٍ لا يَصْطَلِحُ
أجَبْتُهَا بَعْدَ أنْ أذْهَبَتْ بِكَلامِهَا سَكْرَتِي
أنْتِ بَدْرٌ فِي السَّمَاءِ مُكْتَمِلٌ
و بِنَاؤُكِ صَلْبٌ لا يُدَمَّرُ
أصْلُكِ شَامِخٌ ثَابِتٌ
لا تُزَعْزِعُهُ رِيَاحُ الكَذِبِ
كَرِيمَةُ النَّسَبِ، نَبِيلَةٌ
و العِزَّةُ بَعْدَكِ تُفْقَدُ
لأهْلِ الكَرَمِ مَنَاعَةٌ
مِنَ الرِّيَاءِ و البُغْضِ و المَقْتِ
أنْصِتِي لِقَلْبٍ بِكَ شَغُوفٍ
و احْتَمِي بِصَدْرٍ صَارَ لَكِ بَيْتٌ
و لا تَنْظُرِي خَلْفَ خُطَاكِ
لأنَّكِ لَنْ تُشَاهِدِي إلا مَا دُسْتِهِ
وَ مَا اللَّئِيمُ بِمُسْتَوْعِبَ الدَّرْسِ
و مَا العَفَرُ إلا بِالأَرْضِ مُدَاسٌ

كم أنا معتوه


أنت جنون
أنت قمر لا يزول
أنت منى
حلم جميل
أنت سراب
يبسط الماء في الصحراء
ثم يغيب
أنت كبرياء
أنت غرور
حكم جائر لا يحترم الحياة
لا يهاب الموت
شيء من الجبروت
أنت بلقيس ملكة سبأ
في سحرها
في إغرائها
أنت لغز حير الوجود
أسطورة
أنت الزهرة "فينيس"
إلهة الحب
أنت شرود
في ربوع الجنة
بألوان بديعة
من ورود و زهور
أنت جزيرة، فريدة
في غيابات المحيط
يصلها عاشق ولهان
استنشق ريحها
وصار بها مفتون
أنت لبنى
في صفائها و بياضها
في إخلاصها و وفائها
أنت درة، لؤلؤة
حجر مفقود
أنت جمانة
في بريقها و فتنتها
أنت سحر الربيع
خريف لما تثور
شتاء في برودها
و صيف في حرارة هواها
أنت مزيج غريب
من الفتنة و الحب
فرس
في شرود و جموح
فرج
بعد بؤس و شقاء
راحة
بعد مقت و ود
ألم
بعد كبت فإخضاع
فاحترام و إنقاذ
دنيا
بين الدوام و الفناء
ارتيابا
بين الشك و اليقين
فتنة
بين كفر و إيمان
قمر
ترتاح لها النفوس
شامخة
في فخر و علو
تزين السماء بضيائها
و تبهر الدروب
في عفة و احترام
كم أنا معتوه
لن أقدر على الوفاء
على التقرب من السماء
بشعري الرقيق
المخالف للأوزان
و خطابي العقيم
يفتقر للوفاء
لسحرك الجليل

samedi 27 avril 2013

غريب


كيف لي أن أحجز مكانا بقلبها
و قد أفرغته من كل العواطف
تباعدت بسحرها في السماء نجما
تلمحه الأنظار للحظات قليلة
و سريعا ما يأفل
قلت الهوى طال فؤادي
و تلاعبت موسيقاه بمشاعري
كان عزفه رقيقا كنسمات الصيف
يهتز لنغمها صدري فتخترقه بحلاوة
و ترقص لها أطرافي كرقص الفراشة
حول الضوء لتحترق بحرارته
طرقت بابها بلهفة متناهية
سألتها ألا تسمحي لي بهته الرقصة
ربما يكون آخر طلب صبرت عمرا لنيله
ابتسمت ساخرة
و أجابت أنها ملت الرقص مكرهة
و جفاها العشق و اللهو و الفرح
ألقت بهيامها في كهف دامس
لكي تسترد حياة ظلت سنينا بأيدي مفارقها
قلت أميرتي
العرش لا يزال بأمرك
و القمر لا يكتمل إلا بوجودك
ستؤمن السماء ضيائك
و ترقص الأرض لشدوك
انهضي، خذي بيدي و تنازلي
قالت لن أكون يوما لغيره
و لن أخطوا خطوة دونه
وهبته روحي و قلبي وديعة
و لم يبقى لي ما أهب
فأنا جسد هجره قلبه
و أبى الموت دونه
استاء قلبي و انصهر لوعة
و تسلل دمعي من بين جفوني حسرة
لكم رفضت الاستسلام لغيرك
لكم تمنيت سراحك من قبضة
أخذت أنفاسك فحياتك
لكم صرخت في صمت آلاما
تآكل صدري في اخفائها
لكم صديت لغوي عن التطاول
و كتمت غيظي و احتجاجي في حب
تملك قلبك و سلبني أملا
كنت أظن طائل يوما وصاله