أَلاَ مِنْ خَيْلٍ تَحْمِلُنِي بَعِيدًا عَنِّي
ألا مِنْ صُرَاخٍ يَخْتَرِقُ صَمْتِي
ألا من مَطَرٍ تُبَلِّلُ جِسْمِي، تَغْمُرُنِي
ألا من صَحْرَاءٍ فِي أعْمَاقِهَا تُغَيِّبُنِي
ألا من بَحْرٍ يُغْرِقُنِي فَأسْتَغِيث
حُبُّكِ أرْهَقَنِي
أضْنَانِي
أرْدَانِي جَرِيحًا
فاسْتَبَحْتُ العَذَابَ
ظُلْمَ الحَبِيبَ
لَنْ أُقَاوِمَ، فَقَدْ أحْبَبْتُ الاِنْهِزَامَ
تَصَلَّبَتْ عُرُوقِي
و اِنْحَنَى ظهْرِي
و اسْوَدَّتْ مَلامِحِي
حتى صِرْتُ كالذِّئْبِ
أعْوِي فِي مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ
فِي مُفْتَرَقِ الطَّرِيق
لا أدْرِي إنْ كُنْتُ يَوْمًا مُصِيبٌ
هَل كَانَ لِي اِخْتِيَار
أمْ كُنْتُ طَوْعَ الحَبِيب
هَلْ حَمَلَنِي فَرَسِي إِلَيْكِ
أمْ أجْبَرْتُ فَرَسِي عَلَى المَسِير
هَلْ كُنْتُ ثَمِلاً لا أفِيق
أوْ رُبَّمَا كُنْتُ مُدْمِنًا كَئِيب
لِمَا قَبِلْتِ المَجِيء
لِمَا قَبَّلْتِي شِفَاهِي فَرَوَيْتِهَا مَا لا تُطِيق
لِمَا لَمَسْتِ يَدِي
فانْصَاعَتْ لأَمْرِكِ وَ رَفِضَتْ دَرْءَ المَقِيت
لِمَا هَمَسْتِي فِي أُذُنِي
كَلِمَاتٍ و تَرَانِيمٍ
كانت تَتَرَدَّدُ كُلَّ حِين
فَأصْبَحْتُ مِنْ يَوْمِهَا أَصَمٌّ
لا أحْسِنُ اسْتِمَاعَ غَيْرِهَا
و لا لأيِّ نِدَاءٍ أسْتَجِيب
لِمَا اكْتَسَحَ رِيحُكِ بَيْتِي
فَقَلْبِي
حتى أصْبَحْتُ بِهِ مُتَيَّمًا
أفْتَقِرُ لِلْهَوَاءِ دُونَهُ
و لا يَرْوِي صَدْرِي غَيْرَ هَوَاهُ
و انْتَعِشُ لِذِكْرَاهُ
كالعِنَبِ العَتِيق
نَعَمْ إنِّي غَرِيق
مُذْ تَرَكْتُ بَيْتِي و سِرْتُ فِي عِنَادٍ مَرِير
ضِدَّ نَفْسِي، بِجَهْلٍ فِي ظُلُمَاتِ الطَّرِيق
قَطَعْتُ جِبَالاً فصَحَارِي
حَتى فَقَدْتُ مَا يُخْرِجُنِي مِن هذَا المَضِيق
فَلاَ تَرَاجُعَ و لا تَخَاذُلَ وَ لا هُرُوب
سَأتْرُكُ بَصَمَاتِي فِي كُلِّ مَوْضِعٍ
أوْ مَنْزِلٍ أَنْزِلَ بِهِ
لِكَيْ تَتَذَكَّرُ الأرْضَ مَدَى حُبِّي
و مُنْتَهَى شَغَفِي لِلِقَائِها
وَ تَفْضَلُ لُبْنَى خَاتِمَةُ أرَدْتُهَا
فِي تَبَارِيجِ الشَّوْقِ
وَ حُلْمٍ دَامَ سِنِين
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire