mercredi 24 avril 2013

ملاك


لُبْنَى، قَمَرٌ
في خِفَّتِهَا
في رِقَّتِهَا
في ابْتِسَامَتِهَا
في كَلاَمِهَا
في إحْسَاسِهَا
تَبْدُو غَيْرَ كُلِّ النَّاس
إنَّهَا مَلاَك

لهَا نَظْرَةً اهْتَزَّ لَهَا الفُؤَادُ
كَمَنْ أصِيبَ بِسَهْمٍ صَاعِقٍ
لهَا لمْسَةٌ تَنْسَابُ لهَا الجَوَارِحُ
كأسَدٍ انْحَنَى طَوْعًا لِمُرَوِّضِهِ
لها أيْدٍ تَنْبَثِقُ لَهَا العُيُون
بِمَاءٍ عَذْبٍ فِي صَحْرَاءٍ قَاحِلَة
مَهْمَا وَجَدْتُ فِي جِرَابِي مِنْ كَلِمَات
مِنْ تَعَابِير
مِنْ وَصْفٍ
مِنْ صُوَرٍ
فَلَنْ اقْدِرَ على وَصْفِهَا
إنَّهَا غَيْرَ كلِّ النَّاس
إنَّهَا مَلاك


أتَأمَّلُ نَظَرَاتِهَا فِي سُكُون
لِمَاذا تَبْدُوا حَزِينَة؟
لِمَاذَا تَفْقِدُ بَهْجَتَهَا ذاتَ يَوْمٍ مِنْ أيَّام الرَّبِيع
كَيْفَ لِزَهْرَةٍ أنْ تَنْغَلِقَ؟
أنْ تَرْفُضَ سِحْرَ الرَّبِيع
أأسْألُهَا؟
ولَيْسَ  لِي فِي حُبِّهَا نَصِيب
أأصْمُتُ؟
و ألْفُضُ قَلْبِي الذِي بِنَبْضِهَا يَعِيش
سَأتَأمَّلُ شَفَتَاهَا
رُبَّمَا تُحَدِّثُنِي فِي صَمْتِهَا المُرِيب
سَألْتَمِسُ خُطَاهَا
رُبَّمَا تَحْمِلُنِي لِمَنْ أفْقَدَهَا الطَّرِيق
سَأتَحَسَّسُ أنْفَاسَهَا
رُبَّمَا أدْرِي مَا يَسْكُنُ صَدْرَهَا
مَا يَشْغُلُ قَلْبَهَا
تبدو غير كل الناس
إنها ملاك

اِخْتَطَفَهَا الجَانِي
القَادِمُ مِنْ بَعِيد
الشَّاعِرُ المَرِير
الصُّعْلُوك المُثِير
كَبَحَ كِبْرِيَائِهَا
تَمَلَّكَهَا، حَضَنَهَا، ثُمَّ ضَمَّهَا
إنْسَابَتْ بَيْنَ ذِرَاعَيْهِ دُونَ مُقَاوَمَة
اسْتَسْلَمَتْ لِجَبَرُوتِهِ
لإِغْرَائِهِ
لِرُجُولَتِهِ
فَتَعَالَى
وَ صَاحَ كَدِيكٍ فَارِضٌ رِيشَهُ
مُتَكَبِّرٌ
وَيْلَكَ إِنَّهَا القَمَرُ فِي عُلُوِّهَا
إنها الشَّمْسُ فِي بُزُوغِهَا
ألا تَرَى النُّجُومَ حَوْلَهَا سَاجِدَة؟
ألا تَرَى اللَّيْلَ لِسِحْرِهَا شَاعِرٌ؟
ألا تَنْصِتُ لِلْبَحْرِ فِي ابْتِهَالاَتِهِ
بانْتِظَارِ اكْتِمَالِهَا

وَيْحَك
إنَّهَا غَيْرَ كُلِّ النَّاس
إنَّهَا مَلاك
تَسَاقَطَ دَمْعُهَا
و اخْتَنَقَتْ، رَفْضًا لِلْكَلام
لَنْ تَشْكُوا ضُعْفَهَا
و لن تَسْتَحِي مِنْ حُبِّهَا
بَلْ سَتُقَاوِمُ هَتِهِ اللَّعْنَة
سَتَخْرُجُ مِنْ اِنْكِمَاشِهَا
كَزَهْرَةٍ لا تَتَفَتَّحُ إلا بِالمَسَاء
بَعْدَ الغُرُوب
لِتَتَحَدَّى الوُجُود

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire