تَنَبَّأْتُ بِكُلِّ حَرْفٍ تُنْبِتُ شِفَاهُكِ
و كل غِنْوَةٍ تَسْمَعِينَ فَتُطْرِبُكِ
و رأيْتُ بِعُيُونِكِ كل حُلْمٍ جَمِيل
و ما تُرَدِّدِين بِرَمْشِكِ مِنْ رِقَّةٍ و حَنِين
ازْدَادَ شَغَفِي
و أنْتَظَرْتُ عَسَى تَبْتَسِمِي
لِتَرْسُمِي لوْحَاةَ الرَّبِيع
فالخَرِيفُ أثَارَ دَمْعِي
و الشِّتَاءُ أسَالَ دَمِي
و تَجَمَّدَتْ شَرَايِينِي، خَوْفًا
فاسْتَسْلَمْتُ بِانْتِظَارِ الرَّبِيع
لِتَتَفَتَّحَ الزُّهُور
و تُحَدِّثَكِ مَشَاعِرِي
و أَكْتُبَ لَكِ عَذَابِي فِي بُعْدَكِ
على تَرَانِيمِ الطُّيُور
فَضِلْتُ أحْلُمُ فِي غُرُور
و أفَقْتُ عَلى وَقْعِ الطُّبُول
عَلى حُبٍّ جَدِيد
بُحْتِي لِي فَأثَرْتِي هَوَاجِسِي
و تَقَلَّبْتُ في مَلَلٍ غَرِيب
لِمَا فَضِلْتُ فِي سُبَات
لِمَا أمْسَكْتُ لِسَانِي عَنِ التَّغْرِيد
اسْتَهَانَ بِي صَمْتِي لِزَمَنٍ طَوِيل
طَبْعًا كُنْتِ لِي تُنْصِتِين
لَكِنِّي فَضَّلْتُ انْتِظَارَ الرَّبِيع
خِفْتُ مِنْ كَلِمَاتُ حُبٍّ
رُبَّمَا تُجَمِّدُهَا بُرُودَةُ الشِّتَاء
أوْ تُشَتِّتُهَا رِيَاحُ الخَرِيف
فَجَاءَ مَنْ لا يَهَابُ الفُصُول
بِكَلِمَاتٍ حَمَلَتْ لَكِ دِفْأً
و نَسَجَتْ غِطَاءً يَحْمِيكِ مِنَ الأعَاصِير
فاسْتَسْلَمْتِ لِهَوَاهُ رَاغِبَةٍ
لِمَا لَمْ تَنْتَظِرِي الرَّبِيع
كُنْتِ بِحَاجَةٍ لِمِعْصَمٍ شَدِيدٍ
فَجِسْمِي لا يَزَالُ هَزِيلا
كُنْتِ بِحاجَةٍ لِقَلْبٍ جَرِيءٍ
و قَلْبِي أرْهَفُ مِنْ بَتَلاَتِ اليَاسَمِين
اسْتَنَدْتِي لِكَتِفٍ أمِينٍ
حِينَ كُنْتُ أصَارِعُ المَوْجَ كَالغَرِيقِ
لَنْ أَلُومَكِ
فِاخْتِيَارَكِ إِنْ يَقْتُلَ أمَلِي فَهْوَ يُحْيِينِي
لأنِّي لمْ أطْمَعْ يَوْمًا
أكْثَرَ مِنْ رَسْمِ ابْتِسَامَتَكِ
لأنَّهَا أجْمَلُ مَنْ غَازَلَ الرَّبِيع
شَرِبْتُ مِنْ بَهْرَجِ المَوَدَّةِ، زَيْغًا
و صِرْتُ مَعَ الأيَّامِ مُدْمِنَ أنِينْ
لَيْتَ قَلْبِي يَغْفِرُ تَخَاذُلِي و اِرْتِجَالِي
و تَوَاطُئِي فِي اِنْتِظَارِ الرَّبِيع
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire