mercredi 17 avril 2013

هيام



قَبَّلْتُ يَدَهَا و رَجَوْتُهَا تَصْفَحُ
لِعَاشِقٍ مَلَّ الذُّنُوبَ و المَخَاطِئَ
عَسَى تَجِدُ فِي ذَنْبِهِ أَلَمٌ
أَخَذَ مِنْ قَلْبِهِ مَأْخَذُ
أجَابَتْ و طَرْفُهَا دَامِعٌ
لَمْ أرَى مِثْلَكَ فِي الأَحِبَّةِ رَائِدٌ
كُنْتَ لِي رَغْمَ القَسْوَةِ مَلَكًا
و سَقَيْتَنِي كَأْسَ المَرَارَةِ لَذَّةً
لَمْ أخْشَى يَوْمًا ضَاقَ بِي صَدْرُكَ
و لا مَلَلْتُ دَمْعًا سَالَ بِمُحَيَّايَ
طَمَعًا فِي رِضَاكَ و تَنَازُلاً
قُلْتُ: لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ تَغَافُلِي
عَنْ دَمْعٍ تَرَجَّى عَوَاطِفًا
لَمْ تُخْلَقْ إلا بِحُبِّكِ رَغْبَةً
و أيْدٍ مُدَّتْ لِطَلَبِ مَوَدَّةٍ
كُنْتُ لهَا سِنِينًا سَائِلٌ
كَيْفَ أسْعَى لأسْقِيكِ كَأْسًا
يُلْهِيكِ عن اشْتِيَاقِي لَحْظَةً
أوْ يُسْكِرَ مَشَاعِرٍ
أَرَقُّ مِنَ النَّدَى فِي وِصَالِي
قَالَتْ: شَرِبْتُ كَأْسًا ظَمَأَّ
و أحْبَبْتُ فِيهِ مَا أسْكَرَ مُهْجَتِي
لَيْتَ نَبِيذَهُ لا يُبَارِحُ شَفَتِي
و مَرَارَتُهُ تَسْكِنُ زَمَنًا صَدْرِيَ
فَيَزْدَادُ اشْتِيَاقِي لَهْفَةً
وَ يَنْصَهِرُ قَلْبِي بِلَوْعَةٍ
تَمَنَّاهَا كُلَّ مُحِبٍّ صَبَابَةً
أتَظُنُّ أنِّي أرْجُو غَيْرَ نَبِيذِكَ
مُسْكِرٍ
و أَسْعَدُ يَوْمًا دُونَ عِتَابِكَ
فَإِنْ تَمَلَّقْتُ و لَبِسْتُ لِبَاسَ الطَّاعَةِ
أحْسَسْتُ أنَّكَ لَسْتَ بِي قَاصِدُ
و لَمْ يَعُدْ لِي عِنْدَكَ مَوْطِنٌ
و لا حُبًّا يَشُدُّكَ لِمَرْفَئِي
كأنَّكَ ألْقَيْتَ شِرَاعَكَ لِلهَوَاءِ
و غَادَرَ مَرْكَبُكَ شَاطِئِي
فَتَلاَّهِ إِنْ أَنْتَ بِي غَادِرٌ
لألْقِيَنَّ بِدَمِي مِيَاهَ البَحْرِ
فتُذَكِّرَكَ كُلَّ قَطْرَةٍ شِدَّةَ اشْتِيَاقِي
و أُنَاجِي الخَالِقَ أَنْ يَحْكُمَ الرِّيَاحَ
فَتَنْفَخُ فِي شِرَاعِكَ بِاتِّجَاهِي
و لَنْ أفْقِدَ الحَيَاةَ إلاَّ بِذِرَاعِكَ تَضَرُّعًا
و لَنْ أُبَالِي بِالفَنَاءِ
عَلَى ضِفَافِ البَحْرِ تَرَقُّبًا
قُلْتُ كَفَانِي هُيَامٌ فِي حُبِّي
فأنْتِ أغْلَى مَا فِي الكَوْنِ عِزَّةً
و أجْمَلُ مَا فِي اللَّيَالِي أقْمَارًا
و أنْتِ مُهْجَةً خَفَقَ لِلَحْظِهَا صَدْرِي
و بُحْتُ بِهَا فِي المَوَاكِبِ انْتِصَارًا
فَمَا شِعْرِي إِلا صَخْرَةً
طَالَهَا دَمْعُكِ فَتَبَرَّجَتْ
وَ أَخْرَجَتْ أَرَقَّ مَا فِيهَا مُكْمِنٌ

1 commentaire: