صمت قاتل
لا أسمع سوى قطرات المطر
حين تلطتم بجسمي
فيسري الماء ليطول ثيابي
ثم جسدي النحيف
لن ارتعش
لن اختبئ
سأظل بانتظارك
كنت ألحظ أضواء السيارات تمر جنبي
البعض يتوقف فأركض باتجاهه
كنت أظن أنك أنت وصلتي
يبتسم قائلا: هل تريد أن أوصلك
أحرك رأسي رافضا
فيرحل
لازلت انتظر
و لازالت المطر تنزل
و اتبلل
حاولت ان أسأل هاتفي
لما لا ترن و تعلن
سقط من يدي
و صار مثلي متبلل
خارج عن الاستعمال
مثلي
حتى ساعتي
نالت منها الأمطار و توقفت دقاتها
كقلبي
ليلة ظلماء
انقطع الكهرباء
الكل هرع لبيته إلا أنا
لم أكن أدري بما يجري
كنت انتظرك
كنت بمنتصف الطريق
أرقب كل حركة نحوي
لكني لم أكن أرى شيء حولي
فكري كان يتحسس صوتك
أنفي يتشمم ريحك
أناملي تشعر بلمساتك
دون لمسك
حتى شفاهي
قطرات المطر كانت توحي لها بوجودك
بقرب شفاهك
فتتردد و تتآلف
و بلساني تتماسك
كأنها كانت تشعر بشفاهك
حطت و قبلت
بجنون ممطر
ليتني كنت هناك جنبك
ليتني لم أرحل
و أترك قلبي و روحي عندك
ليتني تمسكت
ارتبطت و بكرسيك الخشبي تكتفت
ما كنت تبللت
و لا كنت انتظرتك
كأنك المطر
فعلتي بي ما شئت
دون أن أوافق أو أرفض
المهم كنت عندك
مبلل
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire