جَارَ عَلَيَّ النَّوْمُ تَكَدُّرًا
و
قال لَنْ أُكَحلَ عَيْنَكَ
فَأَنْتَ بِالهَوَى مُلْزَمٌ
و
عَهْدِي بِكَ بِدُرُوبِهِ عَالِمًا
فلا
تَشْتَكِي
ها
قَدْ بُلِيتَ بِمَا تَدَّعِي
فَتَذَوَّقْ مَضَاجِعَهُ
يا نَوْمُ عَفْوًا
إني
لك ظَالِمٌ
ما
كُنْتُ فِي يَوْمٍ مُتَجَبِّرًا
فَأنَا
بِمَجَالِسِ عُشَّاقٍ
كُنْتُ دَوْمًا سَاهِرًا
نَتَقاسَمُ الكُؤُوسَ
علَى
قَدْرِ المَزَاعِمُ
فَما
أسْكَرَنِي اللَّيْلَةَ
يُسْكِرُ غَيْرِي غَدًا
يا نَوْمُ عَفْوًا
مَا
كُنْتُ أبَارِزُ بِالهَوَى أحَدًا
فَكُلُّ مَنْ دَنَوْتُ مِنْهُ
كانَ بِعِشْقِي رَاغِبًا
شَرِبْنَا
مِنْ لَذَّةِ الشِّفَاهِ
فَثَمِلْنَا
غَرَامًا و تَدَاعُبًا
و
بِحِبَالِ الوِدِّ تَأَرْجَحْنَا
حتى
كِدْنَا بِالسَّمَاءِ نَتَعَلَّقُ
يا نَوْمُ عَفْوًا
رَكِبْنَا
مَرَاكِبَ الهَوَى
رَفَعْنَا
أشْرِعَتِهَا و قُلْنَا
بِالدُّنْيَا
مَا لَنَا حَاجَةً
سَنَعِيشُ بِالغَرَامِ طَمَعًا
فِي
جَزِيرَةٍ تُوَلِّدُهَا أحْلَامُنَا
لا
نُقَاضَى فِيهَا و لا نُحَاكَمَ ...
يا نَوْمُ عَفْوًا
جَزِيرَتُنَا عَائِمَةٌ
بِهَا
ثِمَارٌ و عَسَلٌ
و
نَهْرٌ مِيَاهُهُ عَذْبَةٌ
تَكْفِينَا
لِكَيْ نَتَغَافَلَ
عَنِ النَّوْمِ بَعْدَ شِدَّةَ التَّعَبِ
إِذَا
فِي يَوْمٍ قُلْتُ
مَالَ جَفْنِي تَمَرَّدَ
سَيَقُولُ النَّوْمُ
هَذَا
وَعْدِي نُفِّذَ
يا نَوْمُ عَفْوًا
بِاللهِ عَلَيْكَ
لا
تُآخِذْنِي بِجَهْلِي
فَأنَا
رَغْمَ سِنِّي
و
شَيْبٍ طَالَ شَعْرِي
لَازِلْتُ بِالنِّسَاءِ عَاشِقًا
فَطِيبِهِنَّ يُمِيلُ رَأْسِي
فَاقْطَعْ عُنْقِي ان شِئْتَ
فَلَنْ أتُوبَ عَنِ السَّهَرِ
بِجَفْنِهِنَّ لَيْلَةً
يا نَوْمُ عَفْوًا
تَحَدَّانِي مَا شِئْتَ
فَإِنِّي
و إِنْ لَمْ تَدْرِي
أَمِيرُ السَّهَرِ
أجُولُ بِحَرْفِي العَالَمَ
لِأَبْنِي
قُصُورًا مِنَ العِّشْقِ و الأَمَلِ
فَعَيْنِي
لَنْ تَغْفُوا
و
قَلْبِي سَيَضَلُّ مُلْكًا
لِكُلِّ البَشَرْ
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire