كل كَلاَمِي مُجَرَّدْ حَدِيث
مُجَرَّدْ هُرَاء
فَضِلْتُ أخَاطِبُ الهَوَاءَ
أَدُقُّ بَابَ بَيْتٍ خَالٍ
لا
يُوجَدُ وَرَاءَهُ أَحَدٌ
كُنْتُ أظُنُّ أن هُنَاكَ مَنْ يَسْتَمِعْ
مَنْ يَفْهَمُ لِيَرُدَّ
كُنْتُ أُحَاوِلُ أبَلِّغُ شَوْقِي
أسْطُرُ أَسَاطِيرِي
أحِسُّ بِشَيْءٍ يُجَاوِبُنِي يَقْرَأُ مَكَاتِيبِي
يَتَأَمَّلُ أبْيَاتٍ قَضَّيْتُ لَيَالٍ أَتَخَيَّلُ صُوَرَهَا
أَفُكُّ رُمُوزَ مَقَاصِدَهَا
كُنْتُ وَاهِمًا
أحْكِي
مَعَ أَحْلاَمٍ و تَهَيُّآتٍ
لا
يَسْمَعُهَا غَيْرِي
لا
يَحِسُّ بِدَقَّاتِهَا غَيْرَ صَدْرِي
و
لا بِنَشْوَتِهَا غَيْرَ عَقْلِي
كُنْتُ أَرْسُمُ عَلَى وَرَقٍ شَفَّافٍ
حَتَى ما رَسَمْتُهُ مَا بَيَّنْ
ما
كاَنَتْ أقْلاَمِي تُلاَمِسُ الوَرَقَ
و
لا كان الوَرَقُ يَشْعُرُ بِمُرُورِهَا فَوْقَهُ
كُنَّا
مُجَرَّدُ هُيَامٍ لا أَكْثَرْ
مَا
أَرَقَّ شُعُورَ العَبْدِ
لَمَّا
يُتَابِعُ دَقَّاتَ قَلْبِهِ
يَفْضَل
يَتَخَبَّطُ دَاخِلَ صَدْرِهِ
لاَ تَلْمَحُهُ العُيُونُ
و
لاَ يَحِسُّ بِدَقَّاتٍ تُؤْلِمُهُ أَحَدٌ
ما
أَجْمَلُ الجَوَادَ حِينَ يَرْكُضُ
يَمْشِي
بِكِبْرِيَائِهِ، مُخْتَالاً، ثَابِتًا
يَشُدُّ الأنْظَارَ سِحْرُهُ
و
مَا أَرْخَصَ الخُيُولَ حِينَ تَهْزُلُ
فَلَنْ تَجِدَ مَنْ يَسْأَلُ
بَلْ تُرْمَى خَلْفَ المَذْبَحُ
أَوْ لِلْكِلاَبِ الجَائِعَةِ تُتْرَكُ
وَيْحَك
تَكَلَّمْ
عَبَّرْ
فَلاَ تُلْقَى الرِّجَالُ بِالمَذَابِحْ
بَلْ بِالسَّاحَاتِ تُنْتَصِرُ أَوْ تُهْزَمْ
تَعَلَّمْ
أَرْسُمْ أَمَلَكَ و حِلْمَكَ
لاَ تَدُقُّ بَابًا لا يُفْتَحُ
بَلْ تَبَيَّنْ و تَقَدَّمْ
لاَ تَخْجَلْ
خُذْ مِنَ الشُرْبِ مَا يُسْكِرُ
و
مِنَ الوَرْدِ مَا يَسْحِرُ
و
مِنَ الرَّطْبِ مَا يَحْلُو
و
مِنَ الكَلاَمِ مَا يُؤْلِمُ
و
مِنَ الأَعْمَالِ مَا يُحْمَدُ
و
مِنَ الحَيَاةِ مَا تَحْلِمُ
لَكِنْ لاَ تَيْأَسْ
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire