mardi 14 mai 2013

انهزام "الحبيب"


شَرِبْتُ مِنْ كَأْسِ الهَوَى مَا حَلَى و طَابَ
حتى ثَمِلْتُ مِنَ المُدَامَ
جَعَلْتُ عُنُقِي بِسَيْفِ الحَبِيبِ مُتَبَرِّجَةٌ
حُبًّا و هُيَامًا
اعْتَقَدْتُ أنَّ فِي اسْتِسْلامِي سَيَكِنُّ لِي مَوَدَّةً و احْتِرَامًا
و يُبَادِلُنِي مَشَاعِرٍ قَلَّ و إنْ مَسَّتْ الفُؤَادَ و زَاغَ
طَالَ انْتِظَارِي
فَلاَ ارْتَفَعَ السَّيْفُ عَنْ عُنُقِي
و لا اسْتَبَاحَ دَمِي نِكَالاً
بَلْ تَمَسَّكَ بِخُضُوعٍ كَانَ لَهُ فَوْزًا و افْتِخَارًا
قُلْتُ: لِمَا تَتَفَادَ النِّزَالَ؟
هَذِهِ عُنُقِي
اضْرَبْ فَقَدْ مَلَّتْ العِتْقَ
رُوحِي صَارَتْ بِيَدِكَ مُذْ هَوَيْتُ و كُنْتُ لَكَ مَنَابًا
فَاِنْ ضَاقَ صَدْرِي و صَبْرِي
فَلَنْ يَكُونَ انْهِزَامًا
فَلَيْسَ فِي عَوَاءِ الذِّئْبِ خَوْفًا
بلْ قُوَّةً و اعْتِزَازًا
وَ لَيْسَ فِي عُلُوِّ الصَّقْرِ هُرُوبًا
بَلْ تَأَهُّبًا لِلانْقِضَاضِ
و لَيْسَ بِسَطْحِ البَدْرِ نُورًا
بَلْ مُجَرَّدُ انْعِكَاسًا
تَبَسَّمَ، ثُمَّ انْصَرَفَ كَأَنْ لَمْ أَكُنْ أقْصِدُ عِتَابَهُ
فَامْتَلأتْ مُقْلَتِي دَمْعًا
وَ صَرَخْتُ مِنْ جَفَائِهِ
وَيْحَ حَبِيبٍ أهْدَيْتُهُ رُوحِي رَاغِبَةً
تَرَكَنِي وَ صَدَّ بَابَه
انْ كُنْتُ مُذْنِبَةٌ
فَنَفْسِي أحَقُّ بِذَنْبِي مِنْ تَارِكِي
و رُوحِي أحَقُّ بِالعِزَّةِ مِنْ سَيْفِهِ
فَإِذَا رَأَيْتَ القَمَرَ مُنْزَوِيًا
فلا تَحْسَبُ أنَّ النُّجُومَ عَنْهُ غَافِلَةٌ
و لا اللَّيْلُ لَهُ مُسَلِّمٌ
و انْ رَأيْتَ الشَّمْسَ بَاِزغَةً
فَلا تَظُنَّنَّ أنَّ النَهَارَ دَافِئ
حَسْبِي أنِّي لِقَلْبِي مُطِيعَةٌ
و أن عَقْلِي مَلاَذِي و مَخْرَجِي
فإنْ عَشِقْتُ فَمَالِيَ أصْرِفُهُ
و إنْ هَجَرْتَ فََأنْتَ الخَاسِرُ
و إنْ هَوَيْتُ فَعَلَى القِيَامِ قَادِرَةٌ
و إِنْ هَرِبْتَ فَالرُّجُوعُ مُحَالٌ
يَا مَنْ أحْبَبْتُ،
غِيَابَكَ لَنْ يُثْنِينِ
وَ هَجْرُكَ و إِنْ آلَمَنِي
لَنْ يَقْتُلَنِي بَلْ يُقَوِّينِي
فلا تَفْرَحْ لِمَا ظَنَنْتَهُ نَصْرًا
فَبَدْرٌ بَعْدَ النَّصْرِ صَارَتْ انْهِزَامًا

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire