وحيدة
كم تمنيت وجودك جنبي
في هذه اللحظة
في هذا الموقع
لم أكن بحاجة لغيرك
لغير وجودك
الصور لا تزال تتواتر بذهني
تتناسق مع المكان
مع الزمان
لطالما كنت هنا جنبي
لطالما رددنا معا أهازيج الثورة
على صرح نفس الأماكن
على سور المدينة
و شوارعها الشهيرة
لطالما اختنقنا و سالت دموعنا
بقنابل مخترقة
مرتزقة
و دخانها الكثيف
لم أخذلك يوما
و لم أتراجع رغم خوفي المميت
هربت أنت و مسكني البوليس
حوكمت و سجنت
بسرعة حكم غريب
منعني حق الوجود
حق الدفاع
و تعاهدنا
و عدتني الانتظار
في نفس المكان
حتى و إن طالت السنين
سجنت أنا، و واصلت طريقك بغير اتجاهي
سجنت أنا، و حققت نجاحك دوني
سجنت أنا، و تزوجت غيري
أين أنا؟
و انتهت الثورة
و انتهت مدة حبسي
فعدوت نحوك
نحو نفس المكان
و وقفت لساعات
وحيدة
لم تكن هناك
لما لم تنتظر قدومي
لما لم تصن وعدك
لم أكن أتمنى غير حضورك
حتى و إن رحلت بعده
كنت سأحترم صدقك
لم أخونك
فكيف هان عليك عهدك
وحيدة أبقى
أكتفي بصور و هتافات
و ذكريات
بفرح و دموع
و كثير من الكبرياء
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire