صُوَرٌ اِسْتَرْجِعُهَا
حِينًا بَعْدَ حِين
فَيَتَمَالكُنِي حَنِينًا لِلمَاضِي القَرِيب
تَشُدُّنِي لهْفَةً لِرُؤْيَتِكَ
لِلَمْسِكَ الرَّهِيف
للنَظَرِ فِي عَيْنَيْكَ الحَالِمَة
في ذاك الطِّفْل الذِي بِدَاخِلِكَ
الذِي يُرَدِّدُ كَلِمَاتٍ تَتَرَاقَصُ لهَا النُّجُوم
كَلِمَاتٌ سَهْلَةٌ
بَرِيئَةٌ
فِيهَا حُبٍّ كَبِير
كَمْ وَدَدْتُ المُكُوثَ جَنْبِك
لِلْبَقَاءِ عَلِى ذِكْرَى أخَذَتْ مِنِّي كُلَّ العُمْر
تَأْمُرُنِي فَأُطِيع
لِسِحْرِكَ، لِشَهَوَاتِكَ
لِعِشْقِكَ المَجْنُون
كُنْتُ لُعْبَةً طَوْعَ يَدِكَ
تَسْعَدُ بِمُدَاعَبَتِكَ
و تَهْرَعُ لِحُظْنِكَ
لَمْ يَكُونَ لِي دُونَكَ وُجُود
كانَتْ صُوَرًا جَمِيلَة
كالحُلْم
لمْ يَطُولْ
تَرَكَتْ مَكَانَهَا لِصُوَرٍ
لِشَرِيط رُعْبٍ
تُذَكِّرُنِي بِافْتِرَائِكَ
بِكِبْرِيَائِكَ اللاَّمَعْقُول
بِتَسَلُّطِكَ
بِظُلْمِكَ
بِدُمُوعٍ ذَرِفْتُهَا فِي انْهِزَام
بِلَيَالٍ سَهِرْتُهَا فِي خُضُوع
لِنَزَوَاتِكَ
لِكَلاَمِكَ المَعْسُول
الذِي أضْحَى سِيَاطٍ
تَنْهَالُ عَلَى جِسْمِي
فتُدْمِيه رُعْبًا وَ فُجُور
بِأيَّاٍم كَرِهْتُ فِيهَا رُؤْيَةَ النُّور
بِانْتِظَارِكَ
رَغْمَ يَقِينِي أنَّكَ لنْ تَعُود
لَمْ تُنْصِتْ لِخَفَقَانِ صَدْرِي
لِلَوْعَتِي و اخْتِنَاقِي
و انْكِسَارِي كَخَشَبٍ تَآكَلَهُ السُّوس
بَكَيْتُ لِجُحُودٍ صَارَ عِنْدَكَ مَأْلُوف
صُوَرٍ أضْنَتْنِي
لَنْ تُبَارِحَنِي
لأنَّهَا لَمْ تَقْدِرْ عَلَى قَتْلِي
بَلْ دَوَّنْتُهَا فِي مُذَكَّرَاتِي
دَفِينَةٍ فِي رُكْنٍ مَهْجُور
لَنْ يَكُونَ لِي فِيهِ مَوْطِنًا
و لاَ مَسْكِنًا مِثْلَ البُيُوت
حتَى إنْ زَيَّنْتَهَا بِأجْمَلِ الوُرُود
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire