اشْتَقْتُ إليْكِ
فَتَأمَّلْتُ بَيْنَ المَارَة
القَادِمِينَ حَيْثُ أنَا
الكُلُّ ضَنَّ أنَّكِ بَيْنَهُمْ
الكُلُّ أمِلَ وُجُودَكِ
أجَلْ كُنْتِ ها هُنَا، بَيْنَنَا
كُنْتُ أشَاهِدُكِ بِقَلْبِي
لَمْ تَطُلْكِ عَيْنِي
فَحَفِظَتْكِ مُخَيَّلَتِي
اسْتَحْضَرَتْ صُورَةٌ لَكِ
كُنْتُ رَسَمْتُهَا فِي غَفْلَةٍ مِنْكِ
خَبَأْتُهَا عَنْ عَيْنِي
كَيْ لا تَرْغَبَ إلاَّ بِالنَظَرِ إِلَيْكِ
كيْ لا تَهْتَزَّ شَوْقًا إِلاَّ إِلَيْكِ
صُورَةٌ سَكَنَتْ قَلْبِي
و أَغْلَقْتُ صَدْرِي لأحْمِيهَا مِنْ نَفْسِي
مِنْ لهْفَتِي و ابْتِغَائِي
من قَسْوَةَ حُبِّي
و جُنُونَ عِشْقِي
كان قَلْبِي يَتَحَسَّسُ نَبَضَاتَهُ
مِنْ ألْوَانِهَا
كانَ يُلامِسُهَا فِي رُكُودِهِ
فِي تَسَرُّعِ دقَّاتِهِ
كان يَتَحَدَّى مُخَيَّلَتِي
في مُجَاهَرَتِهَا بِارْتِيَاحِهِ لِتَوَاجُدِهَا
في مُسَاءَلَتِهَا عَنْ بُعْدِكِ
عَنْ قُرْبِكِ
عَنْ أخْطَائِهِ البَدِيهِيَّة
فِي تَرْكُكِ تُغَادِرِينَ دُونَهُ
إلى مَكَانٍ غيْرَ الأمَاكِنِ
التِي اعْتَدْنَا زِيَارَتِهَا
عَنْ سَجَاذَتِهِ
في تَصَوُّرِ ضُعْفَكِ
عِنْدَ مُنَاجَاةِ رَأفَتِهِ
و خُضُوعَكِ لإرَادَتِهِ
تَحَامَلْتُ عنْ نَفْسِي
فَأخَذْتُ قِيتَارَتِي
و رَسَمْتُ ألْحَانًا تَلِيقُ بِرَسْمِكِ
و عَزَفْتُ آمَالِي و أحْلاَمِي عَلَى نَخْبَكِ
عزَفْتُ عِشْقِي و حُبِّي
فَتَنَاغَمَتْ مُوسِيقَايَ مَعَ رَسْمِكْ
بَلْ اقْتَرَبَتْ و نَالَتْ شَرَفَ طَيْفِك
ثُم كَتَبْتُ مُهْجَتِي و شَغَفِي عَلَى لَوْحِكْ
نَبَرَاتٍ مِنْ خَلْفِ الأفُقِ
مِنْ خَلْفِ قَلْبِي
من خَلْفِ إرَادَتِي و تَعَلُّمِي
فَتَوَاصَلَتْ مَعَ رَسْمِك
و خُطُوطُهَا تَقَارَبَتْ مِنْ وصْفِك
مَا أجْمَلَكْ
لَيْتَنِي أقْدِرْ على بُعْدِك
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire