lundi 6 mai 2013

سبيل مقتصر للحظات


كم ظلمتني الأيام و أنا لحكمها منساب
إن كان قدر الرحمان فليس لي فيه اعتراض
تعلق قلبي بحبها و تجاهل أمري و اغترابي
فسرت على دربه سنينا، بحياتي لا أبالي
تراني أجهل الحب و هي معلمتي و غرامي
كان لكلامها وقع يشل أفكاري
و لبسمتها سحر يفقدني صوابي
كانت مرآة أرى فيها أجمل الصور
و بنظرتها تفاؤل يحملني في السماء
كم تمنيت صحبتها
و رق فؤادي لمداعبتها
كم تمنيت أن تسقيني بيدها
شرابا يثني كبريائي
و يحرك موجات ركودي
و يفك قبضة اختناقي
فتتراقص النجوم في سمائي
و تنقشع السحب
و تدق الطبول
فأختزل إطنابي في مجون كان مدميني
و أقتصر إفراطي في هواء كان مضنيني
كم تساءلت
في غيبوبتي
عن العشق و دوائه
و الحب و عذابه
و القلب و شدة دقاته
و جسمي في ارتجافه
و لساني في امتناعه
هل كنت أبارز الحياة؟
هل كنت قادرا على الوفاء؟
هل كانت أحق من شغفي؟
و أرقى من طربي
و ألذ من شربي
و أعمق من تناقضي
هل أحبتني يوما؟
أم كانت مشفقة لجنوني
هل يحن قلبها لرؤيتي
و يرتجف جسمها للمستي
هل تساءلت يوما مثلي
و بحثت في أعماقها عني
هل أمنت وصالي
و لم تخشى جفائي
لما لم أكتفي بحين
رمتني بنظرتها
فاختلت موازيني
و ابتسمت
فتوقفت دواليبي
و سقتني
فسئمت الحياة دونها
ألا تكفيني هذه الحياة
و إن لم تكن سوى بعض اللحظات
هل الحياة حقا أطول؟
أم طمعي أكبر من سعادة
اهتز لها الفؤاد و راق
هل ظلمتني الأيام حقا
أم جشعي أكبر من عطاياها
إلهي إن كتبت لي البقاء
فلن أرضى بغير لحظات 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire