vendredi 28 février 2014

اشتقت إليك

سيدتي
أشتاق إليك
إلى ذاك البيت الصغير
بالضفة الشرقية
إلى كرسيك الخشبي
إلى قهوة الصباح من يدك
إلى عطر تلك الزهور
بالساحة
خلف الشرفة

سيدتي
أشتاق إليك
إلى تلك اللحظات الفاتنة
رغم الظروف القاسية
كنا مكتفين بكأسك الوحيد
لم يتركنا نعطش
بذاك الراديو العتيق
و رقة موسيقاه

سيدتي
أشتاق إليك
لذاك الفستان الأحمر القصير
لقبعتك السوداء
لأناملك
لأظافرك التي تمزق ظهري
لأرجوحتك
لقطتك البيضاء
الكسولة

سيدتي
أشتاق إليك
كلما ركبت زورقي الورقي
و غست ببحر عينيك العميق
كلما تعبت
و وضعت رأسي بكتفك
لأستمتع بفراشتك
الموشومة خلفه
لأقبلها

سيدتي
اشتقت إليك
كلما تذكرت مدحك لوالدك
لطيبة قلبه
كلما حدثتني عن إخوتك
عن حبك لهم
كنت ألحظ السعادة بعينيك
كنت مفتخرة
معجبة بهم

سيدتي
أشتاق إليك
للحظة وداعك
حين تركتك
لم أكن أدري أني لن أجدك
 لن أجد ابتسامتك الصباحية
فنجان القهوة بيدك
ذاك الطيب الذي تضعينه

سيدتي
أشتاق إليك
حتى ذاك البيت
هدم لم أجده
لم أجد شجرة الزيتون
أرجوحتك
كأن الأرض زلزلت
حين رحلت
أخذت كل شيء
حتى قطتك البيضاء

سيدتي
اشتاق إليك
إلى تلك الحروف
التي كنت أرددها على مسمعك
 كل حين
لأغازلك
لأشدك إلي
لأضمك
ثم تركتك
ضاعت حروفي
و ضعت أنا
بين سطور الحياة

سيدتي
اشتاق إليك
بعد أن تهت بنفس المكان
الذي كنت أعشقه
كأنني غريب بديار
كانت ذات يوم دياري
حتى زورقي تحطم
الشاطئ بعدي تغير
لم يبقى به رمال

سيدتي
أشتاق إليك
أين كنا نلعب
نبني قصورنا و نركض
صارت الضفة كلها حجارة
و تحطم حلمنا كالأمواج

التي على الحجارة تتحطم

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire