أقْسَمْتُ مِرارا أن لا أعُودَ الدِّيار
ثانيةً
و خالَفْتُ دَوْمًا لأَنَّ بِالدِّيارِ
رُوحي فانِيَةٍ
إبْتَعَدْتُ سِنِينا عَلِّي أنْسَاهَا
و أهْجُرَهَا
لكن قَدَمايا أبَتْ إلاَّ أن أرْجِع
و أراها
طمعا في نَظْرَةٍ بِطَرْفِ جَفْنَيْهَا
أو كلمتٍ تُنْعِشُ قلْبًا ذابَ في
هواها
فقابَلَتْني و البَسْمَةُ تُنيرُ وِجْنَتَيْها
سَعِدَتُ لِتَوِّي و طَرِبْتُ لِجَمَالِ
لِقاها
سألتْنِي ما وِجْهَتُكَ يا هذا
الذي
أخذ التَّعَبُ و الأرقُ منه مَأْخذَهُ
فَقُلْتُ إنَّ التَّعَبَ في لقاءِ
الحبيبِ هناءٌ
و طريقي ينْتَهي هَا هُنَا بِلِقَاءِ
نَصِيبي
أنا الذي جاب البُحُورَ و الصَحْراءِ
أمَلاً
ولن يُثْنيني شيءٍ للوُصُول إليكِ
تبَسَّمَتْ
ظنَنْتُها سَعِدَتْ بِسماعِ كلِماتي
و أحَنََّتْ لِقَلْبٍ ذابَ شَوْقًا
لِلِقاها
ثم عَبِسَتْ
إشْتَدَّتْ نظْرَتُها قَسَاوةً و
ثارتْ
وَوَلَّتْنِي ظَهْرَها و قالت
أتَسْأَلُ ما ليْس لك فيه نصيبٌ
أنا التي شَفَقْتُ عليك دون سُؤَالٍ
و قُلْتُ مُسافِرٌ أتْعَبَهُ الطَّريقُ
و أضْناهُ
فلَيْسَ لي إلاَّ أن أُزيلَ هُمُومَهُ
و أرْعاهُ
فكيف تُأوِّلُ تصَرُّفي و إهْتِمامي
فأنا لا أرى فيك خيال الحبيب
و لا أجِدُ مِنْكَ إلا جُرْأةٍ تُثْنِينِي
و تصَلُّتٍ على كريمٍ مَدَّ لك يدهُ
إحْتِرامًا و تَبْجِيلاً
تَطَّلَعْتُ في وجْهِها و الجَفاءُ
سَكَنَهُ
فَإِهْتَزَّ قلبي و بَكَتْ أعْيُني
إذْلاَلاً
ليْتَني مِتُّوا قَبْلَ وُصُولٍ أرْدَانِي
طَريحًا
فكان مَوْتُ الطَّريقِ أرْحمُ و أنْعمُ
من موتٍ بِجَرْحِ منْ كُنْتُ أحْسَبُ
حبيبا
تصَبًّبَ عرقي و إرْتَجَفْتُوا
كثيرًا
كُنْتُ غَرِيبَ دِيارٍ أتَيْتُها
أمَلاً
فلَمْ أجِدْ في الدِّيارِ ما يُشْفي
غليلي
بل سهم الديارِ أصابَنِي فأرْداني
قتيلا
و أصبح دمي ماءًا يروي أرض
من كنت أظن لدهرٍ حبيبي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire