jeudi 2 août 2012

ظننتك حبيبي


أقْسَمْتُ مِرارا أن لا أعُودَ الدِّيار ثانيةً
و خالَفْتُ دَوْمًا لأَنَّ بِالدِّيارِ رُوحي فانِيَةٍ
إبْتَعَدْتُ سِنِينا عَلِّي أنْسَاهَا و أهْجُرَهَا
لكن قَدَمايا أبَتْ إلاَّ أن أرْجِع و أراها
طمعا في نَظْرَةٍ بِطَرْفِ جَفْنَيْهَا
أو كلمتٍ تُنْعِشُ قلْبًا ذابَ في هواها
فقابَلَتْني و البَسْمَةُ تُنيرُ وِجْنَتَيْها
سَعِدَتُ لِتَوِّي و طَرِبْتُ لِجَمَالِ لِقاها
سألتْنِي ما وِجْهَتُكَ يا هذا الذي
أخذ التَّعَبُ و الأرقُ منه مَأْخذَهُ
فَقُلْتُ إنَّ التَّعَبَ في لقاءِ الحبيبِ هناءٌ
و طريقي ينْتَهي هَا هُنَا بِلِقَاءِ نَصِيبي
أنا الذي جاب البُحُورَ و الصَحْراءِ أمَلاً
ولن يُثْنيني شيءٍ للوُصُول إليكِ
تبَسَّمَتْ
ظنَنْتُها سَعِدَتْ بِسماعِ كلِماتي
و أحَنََّتْ لِقَلْبٍ ذابَ شَوْقًا لِلِقاها
ثم عَبِسَتْ
إشْتَدَّتْ نظْرَتُها قَسَاوةً و ثارتْ
وَوَلَّتْنِي ظَهْرَها و قالت
أتَسْأَلُ ما ليْس لك فيه نصيبٌ
أنا التي شَفَقْتُ عليك دون سُؤَالٍ
و قُلْتُ مُسافِرٌ أتْعَبَهُ الطَّريقُ و أضْناهُ
فلَيْسَ لي إلاَّ أن أُزيلَ هُمُومَهُ و أرْعاهُ
فكيف تُأوِّلُ تصَرُّفي و إهْتِمامي
فأنا لا أرى فيك خيال الحبيب
و لا أجِدُ مِنْكَ إلا جُرْأةٍ تُثْنِينِي
و تصَلُّتٍ على كريمٍ مَدَّ لك يدهُ
إحْتِرامًا و تَبْجِيلاً
تَطَّلَعْتُ في وجْهِها و الجَفاءُ سَكَنَهُ
فَإِهْتَزَّ قلبي و بَكَتْ أعْيُني إذْلاَلاً
ليْتَني مِتُّوا قَبْلَ وُصُولٍ أرْدَانِي طَريحًا
فكان مَوْتُ الطَّريقِ أرْحمُ و أنْعمُ
من موتٍ بِجَرْحِ منْ كُنْتُ أحْسَبُ حبيبا
تصَبًّبَ عرقي و إرْتَجَفْتُوا كثيرًا
كُنْتُ غَرِيبَ دِيارٍ أتَيْتُها أمَلاً
فلَمْ أجِدْ في الدِّيارِ ما يُشْفي غليلي
بل سهم الديارِ أصابَنِي فأرْداني قتيلا

و أصبح دمي ماءًا يروي أرض
 من كنت أظن لدهرٍ حبيبي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire