حب في مخيلتها

عِشْتُ أََيَّامًا و لَيَالٍ بِحُلْمِ الخَيَالِ

راجِيًا لِقَاكِ يا من مَلَكْتِي أحْلامِي

عَشِقْتُ صُورَتَكِ قبل أنْ أراكِ

وإِسْتَنْشَقْتُ رِيحَكِ عن بُعْدِ أمْيَالٍ

وُلِدْتِي في مُخَيِّلَتِي كَطَيْفٍ

مَرَّ بِي ذَاتَ لَيْلٍ، ذات حُلْمٍ

فآوَيْتُهُ صَدْري و جعلت منه نَفَسِي

فَتَمَرَّدْتِي و رَاوَدْتِنِي عن نَفْسِي

و إسْتَبَحْتِي التَّصَرُّفَ بِقَلْبِي و عَقْلِي

سَلَّمْتُكي دَمِي و جِسْمِي طَوْعًا

رِاضِيًا بِمَا سَتُخَبِّئُهُ الأَيَّامُ لي

عَسَاكِ تَرْأَفِينَ بِحَالِي

فَتَلْهِينَ طَوْرًا و تُحِبِّينِي أَطْوَارًا

حتى وإن أدْمَيْتِنِي يَوْمًا سَتُشْفِينِي أيَّامًا

رَسَمْتِي لي أَمَلا مُزْهِرًا

حين وَضَعْتِنِي بِمَقَامِ الحبيب الأوَّلِ

حَدَّثْتِنِي كَثِيرًا عن غَرَامِهِ الاَّمُنْتَهِي

جَعَلْتِي منِّي خَيَالَهُ العَاشِقَ لَكِ

فالخَيَالُ لا يَقْدِرُ إِلاَّ أَنْ يَنْصَاعَ لِمَنْ أَوْجَدَهُ

أخْرَسٌ أَعْمَى لا يَتَأَلَّمُ

حتى الحَرَاكَ يَبْقَى بِأمْرِ سَيِّدِهِ

مُطِيعٌ حتى سَكَرَاتِ مَوْتِهِ

و راضٍ بِمَا يَجُودُ بِهِ قَاتِلُهُ

يُحِبُّ بِصَمْتٍ وَ سِرُّهُ لا يُبَاحُ بِهِ

لا يَرْجُوا إلاَّ التَّوَاجُدَ بِقُرْبِ آمِرِهِ

جَعَلْتِنِي أشُكُّ في وُجُودِي، في جَسَدِي

هَلْ أنا عَبْدٌ أمْ خَيَالٌ سَرِيعًا ما يَنْدَثِرُ

أُُمِرْتُوا فَأطَعْتُ و صِرْتُ مِنْ أتْبَاعِكِ

طَامِعًا في لَمْسَةٍ حتى وَإنْ كانت بِطَرْفِ سِيَاطِكِ

فالأسِيرُ لا يُحِبُّ إلاًّ من يُعَذِّبُهُ

و الحبيب لا يَهْوَى إلاَّ من أَدْمَى فُؤَادَهُ