dimanche 30 septembre 2012

بكيت و لن أبكي مستقبلا


سئلت ما يبكيك؟
و أنت من يحسد لحاله
قلت لم أبكي من ضعف
و لا قلة مال
و لا خوفا من الموت
و لا بدعوى لمن ادعى أني جبان
بل بكيت لحال صار حالي
هزمت بجندي و سلاحي
و أصبت بين ضلوعي
برمح صنعته يدي
لا ليصيبني
بل ليهزم من كان خصمي
لم أدعي يوما جبروت
و لم أسأل حقا غير حقي
كنت كأغصان الشجر
أضلل من يجلس حذوي
أحمي من يقصدني راجيا
و أطعم من كان للسبيل عابرا
سألت ماءا
فسقيت دما
لأبناء شعب سكب ظلما و قهرا
بكيت
نعم بكيت
لنشيد وطني
أستعمل لتبرير خطب السفهاء
ثم تساءلت
لمذا يهان في تونس؟
من مات أجداده قي الكفاح
و تحريرا لأرضها الخضراء؟
لطمت وجهي مرارا
لكي لا أشاهد قتلانا
فدم العرب صار مباحا
و سال أنهارا
 من تونس لسورية
مرورا بمصر و اليمن و ليبيا
ألا يبكيني حالا أصبح حالي؟
ألا من مجير لدم الأعراب؟
ألا من مستنصر و محرر
لبلاد تعددت أسماؤها
لكنها ستضل كلها بلادي
و ما الغيث إلا قطرة
فستكون دمعي أوله
و ستندب نساء اغتصبنا في الميدان
و على طريق عين زغوان
من طرف حفاة عراة
ظننا أنهم رجال
و ستصرخ أبنائي
فقدان شجرها لأوراق
منذ القديم خضراء
ستنقض يا شعبي و ستعيش
حرا كالفراشة
و لن تغرق مستقبلا في البحار
و سيضل تاريخ بلادي
أعلى من كل القمم
شامخا في السماء
و سأبكي فرحا بقدوم الشتاء
و ستسيل أنهارنا في الميعاد
و تجرف كل الطغاة
و سيظل بلدي أخضرا كالجنان


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire