lundi 10 septembre 2012

حرقة


عن أي شرعية تتحدثون؟  عن شرعية الأغنياء، الذين تتوفر لهم حرية السفر في كل زمان و مكان دون قيد أو شرط، أم عن شرعية الفقراء الذين يحرمون حق السفر بالإلتزام بتأشيرة يستحيل الحصول عليها حتى و إن توفرت الأموال، تبحثون عن الأسباب وهي جلية للأعين فمن يحرم حق السفر يركب البحر رغم يقينه عدم الوصول، فمبتغاه تمتعه بحق السفر حتى و إن أدى به للموت، هذه الشرعية الأصلية، أعملوا أيها الآمرون في أوطانكم، عن تجسيدها و ذلك بتمكينهم من حقوقهم في العيش و السفر و الحياة، قبل أن تلومهم على الموت بدون شرعية.

حرقة
هل ترى في البحر عمقا
يقدر على إحتواء آمالي
فأحلامي و إن طال نيلها
لن تنتهي في أعماق البحار
سيلفظها الموج يوما على الرمال
ستصل لا محال إلى الضفة
التي تعلقت بها آمالي
سأموت دون شك
و ستأكل الأسماك لحمي
و حتى عظامي
لكن روحي ستظل
ترفرف في الفضاء
و ستسأل كل لحظة
شعب بلادي
هل نسيتم شبابا ظلّ 50سنة
يبحث عن الكرامة
عن الحرية خارج البلاد؟
لن تناموا و لن تهدؤوا
قبل أن تعرفوا حقيقة فقداني
حقيقة بحر غادر هواني
فسلمته نفسي طوعا
دون خلاف
هجرت أهلي و أحبابي
و وعدت أمي و خطيبتي بالعودة
بسيارت و أوراق
و دولارا شديد الإخضرار
لنعبر من الفقر و الحرمان
لجنة العدنان
لا تبكي لغيابي يا أمي
و لا تحزني لفراقي
فالبحر لن يقدر إطفاء ناري
سأعبر
ستأتيك أخباري
لكنها وصلتك قبل الأوان
في نشرة الأنباء
عن الفقدان
عن غرق الآمال
تغلب البحر مرة أخرى
فحطم الأحلام
كحطام خشب بالٍ
و صاحت أمي ألما
و بكت خطيبتي أياما
ثم تمَّ نسياني
و لم تسأل البحر
لماذا هواه إبتلاعي؟
سأعبر لا محال
ليس بجسمي
فالحيتان أتمت ما أغرقته المياه
بل بروحي و أحلامي
التي إجتازت
دون سفينة و لا تأشيرة
بلا أوراق
دون شرعية
فلا شرعية للبسطاء

2 commentaires:

  1. يا سي ناجي هوما أحرار باش يمشيوا لبلدان أخرين
    اللي يحب يخدم بجنبه ليبيا فيها الخير والبركة .. عندي أصحابي مشاو توة أمورهم في خير ونعمة
    المؤسف أنه اللي يحرقوا للطليان ما يحرقوش من جوع وإنما من فشل ..
    في حين وأنه الفشل نسبي والنجاح ينجم يجي في أي وقت وأي بلاد
    اللي يحط 4 ملاين باش يركب شقف
    ما كانش ينجم يحسبهم راس مال يشري سلعة ويبيع وربي يرزقه ؟
    اللي يحرق لإيطاليا كيفاش يعيش ؟
    يا إما يمسح الصبابط ويسيق الشوارع يا إما يغبر ..
    هذا هو حلمهم اللي يموتوا على خاطره ؟
    الحرقة غلطة كبيرة ولازم المجتمع يتعامل معاها بالرفض والنهي موش بالتعاطف
    وربي يهدي

    RépondreSupprimer
    Réponses
    1. أنا معاك في أن الحرقة أمل كذاب و خادع، أما موش معاك في تحديد وجهة من يريد حق السفر، فهذا الحق للجميع طالما تحصل على جواز السفر، يا ريت الناس تفهم إلي كل إنسان يحب يتمتع بالحقوق متاعوا كاملة و ما تحكموش على النوايا متاع الناس، إلي يسافر لأي سبب آخر غير الخدمة و طلب العلم فستتكفل الدول و الحكومات المستظيفة بمعاقبته حسب القانون المعمول به، أما إذا تحرمو من الحق متاعوا بداعي أنو ممكن يحب يفسد و إلا يبيع الدروق و إلا يتاجر بأشياء محرمة فهذا ليس من حق أي أحد، فالمتهم لا يدان إلا بعد ثبوة الأدلة و البراهين التي تدينه.

      Supprimer