lundi 5 novembre 2012

بلدي، عالمي الثالث



بلدي
ولدت لأحبك
لأعشق ترابك
لأنه يحضنني
يشغلني و أعيش في دربه
من يأمّن حياتي، 
يصنع شخصيتي
منذ صغري
علمتني كيف أمشي
كيف أرتقي
كيف أحب و أحلم
كيف أكون حرا و أعبر
علمتني سماحة ديانتي
إسلامي
الشهادتين و رضاء والدي
صلاتي، صومي و زكاتي
علمتني الصدق في القول و العمل
علمتني الحساب و الحكمة
علمتني كل شيء لأكبر
ثم صدمتني
لفظتني
لما سألت حقي
حقا علمتنيه في الكتب
طلبت شغلا فلم أجد
و تعبيرا فحرمت
و أملا مني سلب
رميتي بسنينا من حياتي
كنت أظنها تصنع أمنا لي
عند بلوغ الشباب
لأبني بيتا
فأتزوج و أنجب
أبناء يرعون أرضك
و يسهرون على دوامك
فتركتني بلا أمل
كانت عصاؤك أقرب لجسمي
من حلمك و رضائك
و سراديب سجنك مهدا هيأته لي
بدلا عن قصورك
فسألت الرحيل
هجرانك
فصدمت ثانية
لم يكن لي حقا في الإختيار
لأني ولدت في بلد فقير
في عالم مصنف
عالم ثالث
ليس لشعبه حق في تقرير المصير
و إن تحدى الجسور و الحواجز
و حتى البحور
يجد نفسه مرفوضا
مكروها، ليس له حقوق
و لا شرعية
لماذا ولدت هنا؟
على أرضك الخصباء
لماذا علمتني لأعرف
كل ما لا يمكن أن أطالب به
لماذا سمحتي لأحلامي أن تراودني
مادامت كالسحاب العابر
ينزل ليبل الأرض
و لا يروي عطشها
لماذا رعيتني و أنت تهوين عذابي
لماذا صنفتني عالما ثالثا
مع أني كنت دائما الأول
قهرتني، قزمتني
و مسحتي ذاكرتي
لأن أرضك أنجبت نساءا و رجالا
صنعوا تاريخك
ماضيك و حاضرك
من عليسة، حنبعل لابن خلدون
ركع العالم الأول لهم
إجلالا و تقديرا
فكيف تنكرتي لي؟؟

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire