مجرد لعبة و صلصال

كنت أرسم عالما من الصلصال

به بيت...و سلة و بستان...

زهور مختلفة الألوان

كنت أكتب كلمات حملها الفؤاد 

وددت تبليغها إليها

قفلت هاتفها

و فسخت وسائل الاتصال

قاطعتني

و أدرجت اسمي في قائمة الفقدان

لممت صلصالي...

فبيتي و بستاني

حتى زهوري أفلت و مالت إلى الاندثار

ظلت كلماتي بدون معاني

بدون إنشاء

بدون نحو و لا تصريف

روح الصبا تركتني

فتأرجح جسمي بين الشيب و العجز

و تباعد حلمي عن الأماني

لم يرتقي حتى لهذيان أوهامي

غموض ساد مساحة افتراضي

و تغريداتي لم تعد تحكي لوعتي و اشتياقي

حتى خلاني و أصحابي تركوني

و ظنوا أن جنوني فاق الاحتمال

ليت صباي تعلق بلعب غير الصلصال

ليتني كبقية الصبيان

اخترت سلاحا و سيفا و ركابا

لكنت أشد جأشا و معصما و بنيانا

ليتني لم آتي يوما إلى هنا

ليتها رفضت اللعب معي

بالصلصال....

ليتها غيرت رسومي

لصحراء أو جبالا

يصعب فيها تشييد أحلامي

ليتها أمرتني بالعدو بعيدا عنها

عن جنانها

لكي لا يشدني ريحها و فستانها

ليتها أمرتني باللعب مع غيرها

أو أرمي بنفسي في واد شديد الهيجان

كرهت لعبي

صلصالي

بيتي و أحلامي

كرهت كلمات كنت أرددها بارتجال العشاق

كرهت تملقها

غدرها

فقد تركتني دون حياة

مجرد قطعة من الصلصال