ألا
يا روحي ارْحَلِي إلى خالِقِكِ
فَجِسْمِي
مَلّ سَطْوَ قَلْبِي و مشَاعِرِي
أنا
من الحُبُّ أَرّقَ عَقْلََهُ و وِجْدَانَهُ
و
سار في دَرْبِ مُعَذِّبِهِ دُونَ هَوَانَه
أنا
من نظر للْقَمَرِ متيَّما في حُبِّهِ
و
سعى لنيله رغم كل الفوارق
فما
تَعَلَّمَ الطَيْرَ لِيَبْلُغَ مُرَادَهُ
و
لا تنازل القَمَر و فَارَقَ مَدَارَهُ
تقبلت
بُعْدَهُ و تعوَّدْتُ فِراقَهُ
و
بَنَبْتُ له ألف بَيْتٍ لتَنَقُّلاتِه
صَبِرْتُ
حتى صِرْتُ أنَا الصَّبْرُ
فمَلًّ
تَعَاطُفِي و هَجَرَ صَدْرِي
تَذَرَّعْتُ
لِمَالِكِ الأَقْدَارِ، المُسْتَجِيبُ
و
تَحَوَّلَتْ صَلَوَاتِي تَأْلِيفَ دُعاء
فَخَجِلْتُ
من رِيَائِي و تَفَاضُلي
و
تركت الصلاة خوفا من البارئ
بكيت
حتى جفت دموعي و تشققت وجنتاي
و
فقدت النَّظرَ لشدّة البحث في خفايا السماء
على
قمر لم أسعد يوما بلقاه
شَرِبْتُ
نَبِيذًا مُفْقِدًا للوَعْيِ و آلامِهِ
فأسكر لأذهب الوعي و الإدراك
علِّي
اقنع قلبي بالكفِّ عن الهيام
لكن
قلبي ضَلَّ بِتَعَنُّتِهِ مُتَمَسِّكًا
و
رفض الانسياق في تخمينات عقل
فقد
صوابه و تسلسل أفكاره
ألا
يا قمر لا تَسْتَجِيبِي لِضَنَاه
فَلَسْتِ
من سَأَلَ اللِّقَاءَ و المَوَدَّة
و
لم تُلْهِيكِ نَظَرَاتِي في تَأَمُّلاَتِهَا
و
لن تبكيك جراحا تنزف بغير موضع
فالكل
يتطلع إلى السماء
و
لن يلحظ من كان بالأرض قابع
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire