ضياع

بِحَيَاتِي

لمْ أسْعَى لِنَيْلِ القَمَرَ

رَضِيتُ بِالأرْضَ بَيْتًا

بِالبَحْرَ مَكْسَبًا

بِالجِبَالِ مُتْعَةً

بالصَحْرَاءِ قَبْرًا

ألْقِي بِهِ أوْهَامِي

فَلاَ تَلُومِي إنْهِزَامِي

عَيْنِي لَنْ تَطُولَ غَرَامِي

نَظَرِي مَحْدُودُ الأَمَانِي

أحْلاَمِي تَحَطَّمَتْ عَلَى وِسَادَتِي

لَمْ تُشْرِقُ لَهَا شَمْسٌ

و لَمْ يَطْلَعُ لَهَا نَهَارٌ

تَبَدَّدَتْ كالرَّثَاثِ

كَالمَاءِ في السَّحَابِ

بِعُمْرِي

مَا حَاوَلْتُ أحَلِّقُ

وَ أَرْكُضُ وَرَاءَ أشْوَاقٍ

حَمَلَتْنِي أَوْزَارًا أثْقَلَ مِنِّي

تخَاذَلْتُ حِينَ نَادَيْتِنِي

حِينَ أجْلَسْتِنِي مَجْلِسَ أقْدَارِك

لمْ أرْتَقِي

فَسَقَطْتُ كَزَهْرِ الرُّمَّانِ

يَا رِيتْ كَان مُمْكِن أتْشَجَّعُ

أحْمِلُ وِزْرِي و أتَقَدَّمُ

يا ريت كان مُمْكِن أتْأَلَّمُ

عَسَى أشْعُرُ بِظُلْمِي

بِغَدْرِ مَشَاعِرِي و هُيَامِي

يا ريت كان ممكن أحْتَرِقُ

قبْلَ مَا أطْفِي شَمْعِي

يا ريت كنت أفْهَمُ

أنَّكَ أَنْتَ أكْسِيرُ قَلْبِي

و مُهْجَةَ رُوحِي

أنت مِفْتَاحُ صَدْرِي

و رِقَّةَ حِسِّي

أنت دَمٌ بِعُرُوقِي يَسْرِي

و دَمْعٌ عَلَى جَفْنِي تَوَقَّفْ

و نَفَسٌ يُطَوِّلُ عُمْرِي

يا ريت كان ممكن أَعْبُرُ

أتَحَدَّى جُبْنِي

أرْكُبُ البَحْرَ بِلا شِرَاعٍ

أصْعُدُ الجِبَالَ بِالأَمَانِي

أدْرِكُ الصَّحْرَاءَ لِكَيْ لا تَكُونَ يَوْمًا

قَبْرًا لأحْلاَمِي

بل مِرْآةً تَعْكِسُ جَمَالَك

بِعُمْرِي

ما تَعَلَّمْتُ أَرْقُصُ

لكي أحْفِظَ حَرَكاتِك

رَشَاقَتَكِ

سِرَّ جَمَالِكِ

يا ريت أرْضَى بِمَرْسَاكِ

بِسُكُونِكِ و هَوَاكِ

بِلُطْفِكِ و احْتِوَائِكِ

بِجَبَرُوتِ عَيْنَيْكِ

و عَفْوِيَةَ كَلاَمِكِ

كُنْتُ أتَمَتَّعُ بِالجَنَّةِ

 عَلَى شِفَاهِكِ