lundi 11 mars 2013

الشهيد زهير اليحياوي







كَتَبْتُ على الجُدُرَانِ كَلِمَاتٌ
على أعْمِدَةِ الكَهْرُبَاءِ
على الأرْصِفَة
على أعْلى صَوْمَعَةِ المَسْجِدِ
اسْمٌ لَنْ أنْسَاه
زهير
كَتَبْتُهُ ألْفَ مَرَّةٍ
ثُمَّ ألْفًا و ألْفًا
رَسَمْتُهُ عَلى جُدُرَانِ بَيْتِي
على السَّقْفِ
على قِمَّةِ الجَبَلِ
على سَرْجِي
زهير
فَارِسٌ
رَجُلٌ و لا كل الرِّجَال
تَكَلَّمَ حِينَ كان الكَلامُ مُحَال
تُونِسِيٌّ
تَمَرَّدَ على الدِّكْتَاتُورِيَّة
مُتَسَائِلاً
أيْنَ المَأْمُور مِنَ الآمِرِ؟
أيْنَ العَدَالَة؟
أيْنَ الدِّيمُقْرَاطية؟
في بَلَدِ الحُرِّية
في الأمَاكِنِ
في الجِهَات المَنْسِيَّة
ما خَلْفَ أَسْوَارِ المَدِينَة
ما وَرَاءَ الإنْسَانِيَّة
فَانْتُهِكَ عِرْضُهُ
دَمُهُ
جَسَدُهُ
لأنَّهُ تَأمَّلَ في السَّمَاء
تَعَلَّقَ بِالقَمَرِ
بالنُّجُوم
حَمَلَ أحْلامَ الآخَرِين
الذين سَكَتُوا سِنِين
عن الظُّلْمِ
عن الذُّلِّ
عن اللا إنْسَانِيَّة
لِيُبَلِّغَ حُلْمَهُمْ
اسْتِغْرَابَهُمْ
لِمَا لا نَكُون كَغَيْرِنَا؟
لِمَا لا نَنْعَمُ بِثَرَوَاتِ أَرْضِنَا؟
بِإِنْسَانِيَّتِنَا
بِمَوْطِنِنَا
فَسُجِنَ و عُذِّبَ
عَنْ مُجَرَّدِ كَلِمَات
عن حريَّةِ التَّعْبِير
عن اخْتِرَاقِهِ للشَّبَكَةِ العَنْكَبُوتِيَّة
حتى صَارَتْ طَوْعًا لِحُلْمِهِ
لِتَدْوِينَاتِهِ
بِاللَّهْجَةِ التُّونِسِيَّة
لِمَا لا تُفْتَحُ سَرَادِيبُ الدَّاخِلِيَّة؟
زَنْزَانَات السُّجُونِ المَنْسِيَّة؟
 وَكْرُ الشَّبَكَاتِ الإرْهَابِيَّة
لِتَتَكَلَّمَ جُدُرَانِهَا
لِتَرْوِي أَحْدَاثَهَا
أحْقَادِهَا
انْتِهَاكَاتِهَا
لِتُبَيِّنَ آثَارَ دِمَائِهُم
أقْدَامِهُم
تَجْوِيعِهِم
لِتَكْشِفَ فَرَاعِينَهَا
شَيَاطِينَهَا
جَلاَّدِينَ شَعْبِنَا
مُجْرِمِيهَا
مُغْتَصِبِيهَا
بَعْضُنَا نَسِيَهَا
تَنَاسَاهَا
لكِنَّ الجُدُرَانَ لَنْ تَنْسَى
فَأَظَافِرُ المُعَذَّبِين رَسَمَتْ أطْوَارَهَا
كَتَبَتْ تَارِيخَهَا
قَمْعَهَا
أخَذَتْ أرْوَاحَ الأحِبَّة
مات زهير
لكِنَّ اسْمَهُ سَيَضَلُّ نَجْمًا
نُورًا يَزِيدُنَا إسْرَارًا
يُنْعِشُنَا و يُحْيِينَا
سَيْفًا مُسَلَّطٍ على كُلِّ طَاغِية
مُنْتَهِكٍ لِلْحُرِيَّة


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire