mercredi 26 décembre 2012

#صيادة




اِنْهَضِي صَيَّادَةَ فَأَنْتِ العَلَمُ
أنْتِ مُسْتَطِيلٌ أخْضَرُ
زَيَّنَ ضِفَافَ البَحْرِ الأبْيَضِ المُتَوَسِّطِ
أنْتِ التَّاريخُ بِكُلِّ مَعَانِيهِ مُنْذُ القِدَمِ
أنت مَهْدُ أسَاطِيلِ البَرْبَرِ
و مدينة الغِيرَانِ و مَصَانِعَ الفَخَّارِ
و الفِلاَحَةِ و النَّسِيجِ و الأَبْيَارِ
أجَرْتِ أرْمَلَةً وأَرْبَعَةِ صِغَارٍ
فَأَوْرَثُوكِ اسْمَكِ المُتَمَيِّزَ
و مَوْرَدِ رِزْقِهُمَا
"صَيَّادَةَ"
طَعْمُ الأَكْلِ اِنْفَرَدَ
بِمَا يَجُودُ بِهِ بَحْرُكِ
من قَرْنِيطٍ و شِلْبَةٍ
لِتُكَوِّنَ اِخْتِلاَفًا في المَوَائِدِ
من كُسْكُسِي و شَرْمُولَةٍ
إلى مَشْوِي و سَلاَطَةٍ
فَعُصْبَان السَّرْدِينِةِ المُنْفَرِدِ
هَيَّا صَيَّادَةُ اِنْهَضِي
اسْتَقْبَلِي رَبِيعِكِ الأَوَّلِ
فَنِسَاؤُكِ و رِجَالُكِ تَمَيَّزُوا
و جَعَلُوا مِنْكِ للعَالَمِ رَمْزًا
و خَيْرَ مِثَالٍ يُحْتَذَى
في تَرْكِيزِ اِفْتِتَاحِ الحَوْكَمَة
تَشَابَكَتْ الأَيْدِي و بَنَوْا
صَرْحًا عَالِيًا في السَّمَاء
بالشُورَى و التَّرَاضِي
قِيَمُ الإِسْلاَمِ الخَالِدَة
في ثَوْبٍ من صَنِيعِ العَوْلَمَة

mardi 25 décembre 2012

لن أطول القمر





ألا يا روحي ارْحَلِي إلى خالِقِكِ
فَجِسْمِي مَلّ سَطْوَ قَلْبِي و مشَاعِرِي
أنا من الحُبُّ أَرّقَ عَقْلََهُ و وِجْدَانَهُ
و سار في دَرْبِ مُعَذِّبِهِ دُونَ هَوَانَه
أنا من نظر للْقَمَرِ متيَّما في حُبِّهِ
و سعى لنيله رغم كل الفوارق
فما تَعَلَّمَ الطَيْرَ لِيَبْلُغَ مُرَادَهُ
و لا تنازل القَمَر و فَارَقَ مَدَارَهُ
تقبلت بُعْدَهُ و تعوَّدْتُ فِراقَهُ
و بَنَبْتُ له ألف بَيْتٍ لتَنَقُّلاتِه
صَبِرْتُ حتى صِرْتُ أنَا الصَّبْرُ
فمَلًّ تَعَاطُفِي و هَجَرَ صَدْرِي
تَذَرَّعْتُ لِمَالِكِ الأَقْدَارِ، المُسْتَجِيبُ
و تَحَوَّلَتْ صَلَوَاتِي تَأْلِيفَ دُعاء
فَخَجِلْتُ من رِيَائِي و تَفَاضُلي
و تركت الصلاة خوفا من البارئ
بكيت حتى جفت دموعي و تشققت وجنتاي
و فقدت النَّظرَ لشدّة البحث في خفايا السماء
على قمر لم أسعد يوما بلقاه
شَرِبْتُ نَبِيذًا مُفْقِدًا للوَعْيِ و آلامِهِ
فأسكر لأذهب الوعي و الإدراك
علِّي اقنع قلبي بالكفِّ عن الهيام
لكن قلبي ضَلَّ بِتَعَنُّتِهِ مُتَمَسِّكًا
و رفض الانسياق في تخمينات عقل 
فقد صوابه و تسلسل أفكاره
ألا يا قمر لا تَسْتَجِيبِي لِضَنَاه
فَلَسْتِ من سَأَلَ اللِّقَاءَ و المَوَدَّة
و لم تُلْهِيكِ نَظَرَاتِي في تَأَمُّلاَتِهَا
و لن تبكيك جراحا تنزف بغير موضع
فالكل يتطلع إلى السماء
و لن يلحظ من كان بالأرض قابع