لأني أحبك
خيرت ابتعد
لأقصى المدينة
حيث انتبذ قلبي
مكانا قصيا
و بقي جسدي هامدا
لا نبض به
سوى دقات طبل فارغ
و صراخ بلا قرار
لأني أحبك
سكنت بصفح الجبل
كوخ من قش
و معزتين
كلب كثير النباح
و غراب لم يجد
غير سقف كوخي ليغرد
اكتمل المشهد
لأنسى اني كنت
بيوم عاشق
لأني أحبك
خبأت رأسي خلف الواقع
و جعلت عقلي لا ينظر خلفه
غمضت عيوني على العالم
لأن به مرض مزمن
صرت أرعى معزاتي
و ألهي كلبي و غرابي
لأني أحبك
احتضنت خيالك
قبلت شفاها تبدوا شفاهك
سرت أطارد هيامي
بين الجبل و صرحه
حتى كلبي اختلق وهما
و ركض خلفه بالغاب
يا له من أحمق
لأني أحبك
حاكيت الغراب
قصة كل ليلة
لم أألفها
بل هي من صنع الواقع
بكى الغراب
دون ان ابصر دمعه
و غرد لوعته
باختناق مثلي
يا له من أحمق
لأني أحبك
تسلقت شجرة
لأقطف ثمرة
تعلمت من معزتي
أن أكل ما بالشجر أسلم
و ان كان احيانا مرا
لكنه يضل ألذ
من حلاوة الحب
و هجره
لأني أحبك
جمعت شيء من حرفي
و رسمي
أوراق ملت شكوى قلمي
و اكتظت خطوطا
فوق السطر و تحته
تشاورت مع أهلي بالجبل
في خلوة
و قررنا حرقه
لأني أحبك
صرت بالجبل ملكا
شعبي انزاد معزتين
و قطة
غرابي لقى رفيقة
أخذ من سطح الكوخ عشه
أصبح يرفرف الصبح بخفة
تخاصم كلبي و القطة
فهجرني كلبي
و بكت القطة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire