lundi 7 mai 2012

يا ويلكم من يوم غدوة



كيفاش الواحد يجي لعينوا و يطمزها؟
         هذا ميثال قديم و يقولو بيه باش يبينو إلي الواحد ما فماش ما أعز من عينيه عليه، لكن بعض الناس إلي ما فيهمش خير و إلي حسدهم و بغضهم عمى بصيرتهم، يولي يطمز عينو باش ما يشوفش غيرو في خير ونعمة.
         لبارح تفرجة في برنامج على قناة "التونسية" يحكيو على قصة محمد و رشاد 2 من جرحى الثورة و على ما تأثرت بمصيبتهم عديت ½ البرنامج و دموعي تجري، ما تتصوروش قداش تألمت و قداش حسيت روحي مذنب في حقهم كيف أغلب التوانسة و بطبيعة السياسيين في طليعة المتنكرين.
         أي واحد في العادة كيف يلقي صدرو للدفاع على شخص معين، هاك الشخص يكون مدينلو بحياتو، و مهما يكلفو إرضاء الذي تطوع لفدائه بدمه و جسده فلن يكون أبدا كافي لجلالة و قيمة الموقف.
         و إذا إعتبرنا كل من توفي أو قتل في أيام الثورة شهيد، و تم الإعتراف به و تقديم التعويضات اللازمة لأهله، فالحقيقة أن مال الدنيى الكل في أغلب لحيان ما يعوضش عزيز علينا، لكن معا الوقت يبرد الجرح و تهدى النفوس كل ما يتذكر إسمو و الترحم عليه و وصفو بالشهيد.
          أما الناس إلي تجرحو و بقاو يعانيو في جروحهم و لمدة أكثر من عام، ما حسوش في يوم واحد أن البلاد إلي ضحوا من أجلها و الناس إلي تجرحو في بلاصتهم وقفو معاهم في محنتهم و عاونوهم و وفرولهم أسباب الراحة و الشيفاء، إن كان بطبيعة ممكن. و إلي يعيش يوم واحد مع مجروح يفهم أن إلي ماتو أحسن ألف مرة ملي بقاو عايشين، على الأقل تمتعو بالشهادة و الراحة الخالصة، أما المجروح لخذا شهادة و لا شكر و لا حتى أدنى إمتياز بل بالعكس جنى على روحو و على عايلتو إلي في الغالب متعذبين أكثر منو و يعانيو فالويل باش يوصلو يلقاو شكون يساعدهم و إلا حتي يسمعهم، و ما نحكيلكمش على وضعهم المادي، إلمزمر فيهم عندو ديون متلتلة و مرهون عند الكلينيك و عند السبيطار و الفرمسي و العطار......و بطبيعة مازال يستنى فالحكومة و لجنة تقصي الحقايق باش تستعرف بيه و ربما تداويه، و فإنتظار الإعتراف يهان المجروح و أهلوا و ينبت فيه الدود و يولي أمر شفاه من الجرح صعيب ياسر إذا موش مستحيل.
           يا ناس فيقو بجاه ربي و حاولو تحسو بيهم ولو لساعة و حدة، يسيدي موش لازم تعاونوهم بالفلوس، ماهو التونسي أطلب منو كل شيء كان الفلوس لا، زوروهم، طلو عليهم، لكان كل تونسي يعطي ساعة من وقتو للإهتمام بجريح فدى بلادو بدمو و مستقبلو، تو الكل يتعافاو من غير طبيب و صدقوني العزلة إلي يعيشها المريض في غالب لحيان تقضي عليه قبل المرض بذاتو، هكاكة على الأقل المجروح يحس بوقفة الناس معاه و يقبل في داخل نفسو أن ما أعطاه للثورة جابلو معرفة الناس بيه و تقدير ما قدم لبلادو.
           أما الجماعة السياسيين و إلي هوما أكبر المستفيدين من الثورة و ما قدمتلهم من مزايى و خرجتهم من الضلمات إلى النور، راجعو أنفسكم قبل مايفوت الفوت، تفكرو الناس إلي ركبنكم على ظهورهم باش تقعدو ليوم هلقعدة هذي و تحكمو بالشكال و العقال، وين كنتو و وين صبحتو؟ بعد السجون و الإعتقالات و سنين الهروب و النفي، هاكم الفاتقين الناطقين فالبلاد، خذو عبرة من إلي عديتوه و إحترمو الناس إلي ضحات بالغالي و الرخيص باش يبدلو الحاكم الظالم على أمل أن الحاكم الجديد يكون صادق أولا مع نفسوا و ثانيا مع الناس و ثالثا معا ربو.
           أم الجريح، المنهارة و المنهكة و إلي امالها في أنها تشوف ولدها إلي يتعذب و يذبل من يوم إليوم قدام عينيها يرجع يمشي على سقيه كيف الناس الكل، يرجع يعيش و يتنفس و يأمل في غدوة كيف الناس الكل، ماهيش طالبة المستحيل، ماهيش تستنا في تعويض على معاناتها و سهرها الليالي الطوال باش تخفف من آلام إبنها، مهيش تستنا باش الدولة تعطيها ولد آخر غير ولدها، تمشي باش تقابل وزير حقوق الإنسان فماش ما يعطيها أمل و إلى يوعدها بالعناية بولدها فلذة كبدها، يرفض ببساطة مقابلتها و تطرد من الوزارة؟؟؟ مذا يحصل؟ كيف يمكن لأي تونسي مهما كان منصبه أن يتعالى على أم الجريح؟ أليست من خسرة كل شيء من أجل الحرية؟ أليست من قدمت أغلى ما عندها لتكون أنت الآن في السلطة لتسترد لها حقوقها و تظهر الحق لأصحابه و تأمر بالعدل و تنصف المظلوم و تدين الظالم؟ كيف تناسية هذا؟ لازلت في خطواتك الأولى و تترك كل ما دافعت عليه طول حياتك جانبا و تظلم الناس من أول يوم كلفك الله بأمرهم؟
أبكاني الجريح، بآلامه و عجزه و نسيانه، و أبكتني أكثر أمه التي أذلها الحاكم التي كان ترجو عدله و إنصافه.
يا ويلكم من يوم غدوة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire