mardi 13 mars 2012

يوم الأنترنات و مزية العالم الإفتراضي

           ليوم حبيت نكتب حاجة، حبيت نخرج من الصمت و نقول أي حاجة إلي بيه الفايدة أني نكتب حاجة موش كيف العادة، فالعادة تجنبت باش نكتب فالسياسة موش إختيار فالواقع، اما خوف كان ينتابني ملي عمري 15سنة أول مرة كتبت شعر، ساعتها كنت مغروم بجيل جيلالة و ناس الغيوان إلي جابولنا لوغة جديدة فالتعامل مع القضية العربية و غناياتهم كانت تشعل فينا الوطنية و الكرامة، وقتها في أواخر السبعينات كوّنت أنا و بعض الأصدقاء و الناشطين بدار الشباب فرقة موسيقية عندها طابع فرقة ناس الغيوان و بعد ما غنينا أغاني ناجحة متاعهم خممنا باش نعملو غناية متاعنا، و كتبت وقتها أول غناية من تأليفي "نحنو العرب" و بعد عديد من التحضيرات أقترح علينا من طرف رئيس دار الشباب أن نقدم عملنا في إحتفال عيد الشباب و الذي يحضره رموز الحزب الإشتراكي الدستوري و هو طبعا الحزب الحاكم وقتها.
         يوم الإحتفال كان يغمرنا سعادة لا توصف و إعتزاز بالعمل إلي حضرناه و غنايتنا كانت تبدولنا أحلى غناية خير حتى من غناياة ناس الغيوان.
        و بعد ما كملنا العرض متاعنا و بعد ما كنا ننتظر شكر المسؤلين على العمل متاعنا ما راعنا كان رئيس دار الشباب يكفر و يتهز و يتحط على االكلام إلي غنيناه و إلي ماكانش عندو علم بيه و تعرض لتوبيخ من طرف الحزبيين الحاضرين.
بعض كلام الغناية :
نحنو العرب ناس كبار و فالدول عندنا قيمة
نحن العرب ناس كبار و علاش خليتوا بينا
حطيناكم عالكراسي باش تقيمو علينا
سد من السدود الكبار في الشدة يحمينا
ياخي خيبتوا ضنونا و تركتوا للكلاب ديرنا
و جعلتوا منا
 ديار الغربة ديارنا و بلدان أوروبا مآلنا
           و من هاك النهار، تخليت على الكتابة بالعربية و في كل ما يمس البلاد و السياسة و وليت نكتب كان فالحب، بالطبيعة كيف ما نشوفوا أنا.
           و مشات أيام و جات أيام و صار التحول، إلي عمل زوبعة في تاريخ تونس و إلي تعدت البلاد من مرحلة بورقيبة إلى مرحلة الزين من غير ماصار حتى مشكل، و الناس الكل فرحة بالوضع الجديد، و إلي الكل كانوا متأكدين أنوا مش ممكن يولي أسوأ ملي كان عليه في الأيام الأخيرة من نضام بورقيبة. و الخطاب الجديد متاع هاك اليوم المزبل عطا نكهة جديدة و أمل جديد فالتغيير النموذجي للسلطة و الوعود الخادعة إلي قطعها على نفسو "زابا" ما كانت في الواقع كان رش رماد على العينين. و ما فاتت سنتين على التحول حتى تأكد لكل الناس إلي ستبشروا في وقت ما، أنو ما تغير شيء، و الإنتخابات أكدت هذا.
           وولات من وقتها أغلبية السجون متاع البلاد وسيلة إسكات و حتى قتل كل من يخرج على الصف، و البنادرية فالبلاد كثرة و بداو الكل يفتيو فالخطاب متع 7نوفنبر و ردوه كاينوا قرآن نزل من السماء و كل يوم يكتشفو فيه معالم و تفاسير جديدة مواكبة للعصر متاع التجمعيين و نافذة على عامة الشعب.....
و في بداية القرن 21 تفرضت الأنترنات فالبلاد بقدرة قادر و خذات صدى كبير عند جل العايلاة التونسية و ولات حتى إلي ماعندوش يتداين و يشري لولادو كمبيوتر باش يكونو مواكبين التقدم العلمي و هذا ما فتح نافذة على العالم الخارجي إلي عامة الشعب ماكان يسمع منوا كان إلي تتمزا بيه الحكومة من وراء الشاشة الصغيرة و الأنباء إلي في أغلب الأحيان مفبركة على قياس الحاكم.
        و بدات تظهر رجال جديدة فالبلاد، صحيح من وراء ستار الصفحات الإلكترونية و أسامي فالغالب مستعارة، هالوضع الجديد عطا فرصة لكل مواطن أنو يعبر على مواقفو من غير تحفظ لأنو كان يظنو أن الشبكة العنكبوتية ممكن تحمي هويتو الحقيقية و الإسم المستعار لا يمكن أن يدل على صاحبو، و عملو مدونات و عطاو أجنحة لتعبيرهم و خذاو غرضهم في التنكيل بالنضام و المساوء متاعو و الترافيك متاع أقاربوا و المقربين من التجمعيين و أعيان البلاد و البوليس السياسي طبعا، إلي هو زادة ماإدخرش جهد و سعى في أقرب الأوقات باش ينسج خيوط على الشبكة العنكبوتية و يعرف من كان وراء تلك الأسامي المستعارة و المدونات إلي ضربة النظام الفاسد.
          و من وقتها بدات عمليات الإعتقالات تحت جناح الضلام، و من وقتها عرفو المدونين الأحرار آلة الإرهاب إلي كانو يتصورو أنها موش ممكن توصللهم، و إكتشفوا بشاعة التعذيب و الإنتهاكات و الإغتصاب للأبناء كان أغلبهم لم يتجاوز بعد سن العشرين.
         ومات إلي مات و تحطمت حياة إلي قدر يعيش و يصمد لهاك التعذيب، و إلي تذكرت أسماؤهم من طرف المدونين الأحرار و الصحافيين النضاف لا يتجاوز عددهم فالحقيقة 10 بالمأة من العدد الحقيقي للي ماتو و تعذبو في أروقة وزارة التنكيل و لا فالحبوسات إلي تخصصت في إتلاف الإنسان و كل ما يربطه بالعالم الخارجي.
           و جا اليوم إلي تفوق فيه الحق على الباطل، و جات القطرة إلي فيضة الكاس، البوعزيزي إلي حرق نفسو، كان ممكن الخبر يمر كيف ما مرت الأخبار إلي سبقتو من الناس إلي حرقو نفسهم ولا حرقوهم و إعتبروهم مجرمين، اما حكاية البوعزيزي خطفوها الشباب متاع الفايسبوك و تويتر(إلي الناس كانت تتمنيك عليهم و يقولو عليهم شباب مايع)و قيمو بيها القيامة، و تناقلت بين الناس إلي حسوا فيهالمرة بالتعدي على الكرامة متاع التونسي، و الغدر بيه، و ببعد السلطة على المواطن و عدم إكتراثها بالأوجاع إلي كانت مأرقتلو نومو و مانعتو حتى من الحلم كيما عباد ربي الكل، و ما فاتت أيامات قليلة حتى لقى روحو "زابا" إلي ظن أنوا بنا صرح كبير يحميه من الشعب، وحدوا في مكتب مخيف، كل إلي حولو و كانو ينفخولو في صورتو هربو و خلاوه يخاف حتى من خيالو، ما لقا بيها وين، فصع (هرب).....
           و جات حكومة في جرة حكومة و ما زالت لبلاد تلوج على دستور جديد يمكن باش يضمنلها حقها و ما عادش حتى حاكم يضحك علينا بكلمتين و بعد ما يشد الحكم يقول "أنا أو لا أحد"
         عاشت تونس حرة مستقلة و عاش شعبها الأبي و الله يرحم كل من عطى قطرة من دموا فداء لها البلاد و لها الشعب .


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire