vendredi 27 septembre 2013

بَقَايَا فَرِيسَةٍ

تملّك قَلْبِي فَرَسٌ
وَاثِقُ الخُطُوَاتِ
رَقِيقَ المَشَاعِرِ، رَشِيقُ البُنْيَانِ
مُتَنَاغِمَ الحَرَكَاتِ
لَبِيبٌ، وَسِيمٌ
مُتَنَاسِقَ الشِّفَاهِ، بَرِيعَ الكَلاَمِ
رَائِعُ الطَّاِلعِ، مُنِيرُ الوِجْنَتَانِ
مُغْرَمٌ، كَرِيمُ العَطَاءِ
لمَحْتُهُ...
بَيْنَ الصَّحْوِ و الإغْفَاءِ
سَكَنَ مُقْلَتِي
فَرَسَمْتُهُ فِي خَيَالِي بِمُنْتَهَى الوِآمِ
تَرَبَّعَ عَرْشِي، فَأَمَرَ و نَهَى
تَنَعَّمَ مُعَاشَرَةَ عَقْلِي
فَجِسْمِي
و صَارَ يُرَاقِصَهُ
يُلاَعِبَهُ، يُدَاعِبَهُ
اسْتَلْقَى جَسَدِي و هَوَى
تَلاَشَتْ أطْرَافِي حتى تَلَقَّاهَا بِحُضْنِهِ
اِبْتَسَمَ، مُتَعَالٍ
في تعظُّمٍ و كِبْرِيَاءٍ
كَصَقْرٍ بِفَرِيسَتِهِ تَمَكَّنَ
بَانَتْ مَخَالِبُهُ الجَارِحَةْ
نَظَرَاتِهِ الثَّاقِبَةْ، المُؤْلِمَةْ
ظَهَرَ مَا لَمْ تَرْسُمْهُ عَيْنِي
مَا لَمْ تَتَوَقَّعْهُ مُخَيِّلَتِي
تُرَانِي كُنْتُ أَسْذَجُ مِنْ عَقْلِي و مُخَيِّلَتِي
لأَنَّ قَلْبِي هَوَى دُونَ مُخَادَعَةٍ
مَا أعْمَى عُيُونَ الحُبِّ
لا تَلْمَحُ إِلاَّ مَا يُمْلِيهِ القَلْبَ
فَتَرَى الأَنَامِلُ و رِقَّتِهَا
دُونَ المَخَالِبُ و بَطْشِهَا
تَسْتَسْلِمُ لِلْأَحْضَانِ و دِفْؤُهَا
دُونَ التَّفْكِيرِ في تمَلُّقِهَا
تَسْتَحْسِنُ الكَلاَمَ و عَذْبِهِ
دُونَ انْزِلاَقِ اللَّغْوِ و نَحْوِهِ
مُلاَمَسَةِ المَشَاعِرِ و حِلْمِهَا
دُونَ الغَدْرِ و قَهْرِهِ
لَيْتَ عَيْنِي لمْ تَلْحُظَهُ
و قَلْبِي لَمْ يَنْشَرِحْ لِرُسُومِهَا
فَتَكَ بِي، بِقَلْبِي
بِأُنُوثَتِي، بِجِسْمِي
ثُمَّ جَرِيحَةٍ رَمَانِي
أصْبَحْتُ كَبَقَايَا فَرِيسَةٍ
مُتَنَاثِرَةُ الأَشْلاَءِ
تَثَاقَلَتْ خُطُوَاتِي
فِي مُغَادَرَةِ ذَا المَكَانِ
دُونَ رُجُوعٍ و لا الْتِفَاتَةٍ
فَالمَوْتُ أَهْوَنُ مِنَ الإِهَانَةِ

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire